Table of Contents
- Bibliography
- هل اختبرت قوة الله؟
- في قلبي غرسة من الإيمان بيسوع
- تفتحت عيناي على الحقيقة
- كيف تبرهن وجود الله؟
- اقتنعت بوجود الله
- أشكرك يا أبانا السماوي لأنك جلبتني إلى حضرتك
- الله موجود بجانبي
- تلوت الصلاة الربانية
- عدت إلى رشدي
- آمنت فعملت
- الإيمان بالمسيح جعل حياتي مستقيمة
- مد لي يسوع ذراعيه لينقذني
- بدأ الإيمان في قلبي
- نلت الغفران واعتمدت على اسم يسوع
- سلّمت حياتي إلى المسيح وأنا مسرور
- المسيح خير صديق
- حلَّ المسيح في قلبي
- الرب راعيّ فلا يعوزني شيء
- عرفت الحياة المقدسة بالمسيح
- إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة
بلاد الرافدين الواسعة الرائعة كانت مرتبطة بخطة خلاص الله منذ البداية. إبراهيم أبو المؤمنين صدر من أور. ونينوى آمنت بالله وتابت توبة نصوحة. دانيال رأى في بابل رؤى عن نهاية الدنيا. والمجوس أتوا من المشرق وسجدوا لابن محبة الله، لأنهم قد رأوا نجمه مشرقاً.
وباكراً انفتحت قلوب كثيرة بين البصرة والموصل للإنجيل المقدس، ولم تنطفئ أنوار معرفة الله الحقيقي في تلك البلاد.
نسرّ كثيراً لأن الجيل الحاضر رغم موجة الإلحاد، ومذاهب المادة يتقدم إلى ينابيع الإيمان الحق، ولا يكتفي بالعلوم الحديثة، والأدب النبيل، والغنى الكاذب، بل يطلب الله ويلتقي به في المسيح. إن إلهنا أعظم من كل آراء بشرية وأنظمة وقتية، كما قال يسوع: «اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ» (متّى 24: 35).
ونشكر الرب لأنه أرشد شباباً متعددين من العراق العزيز ليشهدوا كيف دعاهم إلى رحابه. ونشجعك أيضاً إن التقيت بالله واختبرته روحياً، وذلك بقيادة الروح القدس الذي يؤكد لك غفران خطاياك، وحلول القوة الإلهية السرمدية فيك..
علماً أن الشهادة من هذا النوع ليست كلاماً فارغاً، بل تشبه بذوراً تسقط في قلوب آخرين خالقة إيماناً ومحبة. فلهذا يريد الشرير إسقاط كل شاهد للمسيح سقوطاً . فنطلب إليك صلّ لأجل جميع الذين شهدوا في هذا الكتيب لمحبة مخلّصنا يسوع، لكيلا يخطئوا ويستكبروا بل ينكسرون أمام القدوس، فتكمل قوته في ضعفهم.
ونستودعك أيها القارئ العزيز، بين يديّ الرب الحيّ، ونشجعك بالقول: سلّم حياتك إلى يسوع فتتجدّد ولا تراع.
عبد المسيح
الإيمان شعور كامن في قلب الإنسان، وليس ظاهراً في محياه. ويظهر الإيمان جلياً عند التجارب والشدائد، إذ هناك يميز المؤمن من غير المؤمن. الكافر يشك في أول تجربة تمر به، والمؤمن يزداد رسوخاً في إيمانه. ينابيع الإيمان لا تقويها الشدائد وتشد من إزرها المحن والبلايا. وكل مصيبة تهون أمام من يؤمن بأن يسوع مات وقاسى العذاب من أجل البشر.
أذكر مرات عديدة إني فشلت في كثير من الأشياء التي كنت أتوقع النجاح فيها. ومع هذا لم يترك الفشل في نفسي تلك الآثار التي تجعل الإنسان يفكر بالهرب من الحياة، بسبل تؤدي إلى الهلاك الأبدي. لأن في قلبي غرسة من الإيمان بيسوع. وبمقدرته أن يحيي روحي الضعيفة، كما أحيا الموتى وأقامهم من القبر.
ولو تأملت لحظة واحدة كيف استطاع يسوع أن يشفي مريضاً من موت محقق، وكيف أقام ميتاً بعد أن صار له في القبر أيام لغمرت الفرحة روحك، وامتلأ قلبك بإيمان قوي: إنه يستطيع أن يقودك إلى النور حيث الطمأنينة والسلام. إن وقعت في مأزق فتوجه إلى يسوع، صل إليه واطلب منه وافتح قلبك له على مصراعيه. وستشعر بعد حين بفرح وسرور لم تحس بهما من قبل. وتكون قادراً أن تتخلّص من المأزق بأسهل مما كنت تتصور، بعد أن يغمر النور والسلام قلبك. فهو الذي قال: «اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ» (متّى 7: 7).
يسوع لا يريدنا إلا أن نحبه ونهديه ولاء قلوبنا عامرة بالإيمان، الذي يقود إلى النور المشرق الأبدي. وليس هذا كثير لمن افتدانا بدمه ومات من أجلنا على الصليب. الكتاب المقدس خير من يقود الإنسان إلى طريق الإيمان الصحيح. وحياة يسوع هي النبراس الذي يسير بهداه المؤمنون.
أميمة من الموصل - العراق
أنا شاب في مقتبل العمر، كنت قبل مضي عام ونيف إنساناً تائهاً، أدور في حلقة مفرغة. لا أذهب إلى الكنيسة إلا في الأعياد، وأسخر من رجال الدين والكنيسة. وليت شعري لماذا لم أقرأ الكتاب المقدس، الذي يهدي كل حائر ويجيب كل سائل، وينير الطريق للذين لا يدركون الحقيقة. ولكن مع كل هذا كنت أعتبر نفسي مسيحياً. أما من الناحية الروحية فلم يكن فيّ شيء من المسيحية، لأني لم ألتزم بالوصايا ولا بتعاليم الإنجيل العظيمة.
ولكن بعد اشتراكي بالدروس الدينية، ومطالعتي للكتاب المقدس وتفسير كلماته العميقة، وإدراك معانيها والأمثال العظيمة، التي جاد بها السيد المسيح، تفتحت عيناي على حقيقة، وهي أن هذا الإنسان الحسن الصورة، وهذه الحيوانات الكبيرة والصغيرة على اختلاف أنواعها وأشكالها، وهذه الجراثيم الصغيرة جداً التي لا تُرى بالعين المجردة، وهذه البذور الصغيرة التي تنمو بعد زرعها شيئاً فشيئاً إلى أن تتكون أشجاراً تحمل الأثمار، هذه كلها أثبتت الحقيقة، التي لا تقبل الشك مطلقاً، بأنه لا بد من وجود خالق عظيم، قادر على كل شيء ألا وهو الله. وأدركت أهمية تقديم ابنه الوحيد السيد المسيح لليهود، لكي يُصلب ويخلّص البشر كله من الخطية المميتة، التي حملها طوعاً في جسده على الصليب.
فما أروع تضحية ابن الله هذه. وهكذا قادني المسيح إلى الإيمان الحي، رغم كافة الصعوبات، ووسط المآسي الاجتماعية والمالية، التي أواجهها. وآمنت بمحبة ربنا ومخلّصنا يسوع المسيح. واليوم أعمل وفقاً لقول الفادي: «لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ» (متّى 4: 4).
أمير من بغداد - العراق
أنا شاب لم أكن أعرف أنني أسير في طريق الهاوية. كنت فرحاً في حياتي أقضي أوقات فراغي باللهو. ولم أعترف بالدين كثيراً ولم أفكر بالموت. وسبب كل هذا هو جهلنا فائدة الدين. فعندما كنت أسأل أصدقائي: «كيف تبرهنون وجود المسيح؟» كانوا يضحكون مثلي ويقولون: «من يقول أنه يوجد الله؟ وإذا كان موجوداً لا بد من أن نراه!» ولكن كان شخص مؤمن بالله وبمسيحه يراقب أعمالنا، ويريد أن يؤكد لنا وجود الله. لكننا لم نكن نمهله، بل نطرده من عندنا. وهو يأسف للعمل الذي نقوم به. وهكذا مرت الأيام ولم نشعر بها.
ولكن بنعمة ربنا يسوع المسيح جاء إليّ هذا الصديق في أحد الأيام وقال: «إنني أنصحك أن تبتعد عن هؤلاء الشياطين، وأن تمشي مع أصدقاء المسيح». فقلت له: «من هم أصدقاء المسيح؟» قال: «الذين يعبدون الله». فقلت: «كيف تبرهن وجود الله؟» قال: «هل ترى الأشجار والماء و السماء والأرض؟» قلت: «نعم أراها جميعها». قال: «وهل ترى عقلك؟» قلت: «كلا». وقال لي: «هل تؤمن بوجوده؟» فاستغربت وندمت على ما فعلت، وتأكدت من وجود الله ومسيحه. وشكرت هذا الصديق الذي أبعدني عن الهاوية، التي كنت سأقع فيها. فبعد أن آمنت بوجود المسيح لم أجد صعوبات في حياتي ولا في مدرستي، وصرت أحفظ المواضيع بسرعة. إن المسيح ينصر أتباعه ويحقق لهم أمانيهم إن تبعوه.
سالم من كركوك - العراق
كنت كأي ملحد جبان يخاف الحقيقة ويهرب منها، ويعيش محتفظاً بحفنة من الأحلام العفنة، سرقها من أزقة الحياة المظلمة مع أصحابه. كنت أعيش كمحتضر وأفتش عن الحقيقة ولا أجدها، تائهاً هارباً من نفسي ومن واقعي. كنت أبحث عن الله.
ويوماً نقل لي صديق خبر العقل الإلكتروني، الذي استطاع أن يحقق المعجزات. وكنت أصرّح بأنه هو الله الذي أبحث عنه، لو لم أحاور وأناقش ضميري.
والواقع أن كتبكم قد أيقظت ضميري، لما لمسته فيها من الصراحة والحجة القوية والبراهين الثابتة، التي لا تقبل الجدل. ولكن لم تقنعني الإقناع الكامل الراسخ، إلى أن سمعت هذا الخبر عن العقل الإلكتروني. وأشهد أن كتبكم كانت السراج الذي أضاء ناحية مظلمة في أعماقي.
وعشت مرحلة الصراع الفكري، وخرجت بقرار لا يقبل الجدال أبداً، وهو أن الله موجود. وأما كيف توصلت لذلك؟ فهذا ما سأخبركم به فاسمعوا.
العقل الإلكتروني استخدمته الشركات والمصانع في شتى الأغراض، واستطاع هذه العقل أن يجري العمليات الحسابية، ويضع الحلول لأصعب المشاكل الاقتصادية. ويقوم بذلك بأسرع ما يمكن وقلما يخطئ. ففاق العقل الإلكتروني الإنسان بمراحل. وهنا بدأت أقارن بين العقل الإلكتروني والإنسان والله.
فلو قلنا أن الإنسان هو إله بالنسبة للعقل الإلكتروني لأنه صانعه، لوجدنا صلة مباشرة بين الإنسان والله. كذلك الإنسان ليس إلا شبيهاً بعقل إلكتروني يتحكم به الله أيضاً. فكما أعطى الإنسان للعقل الإلكتروني حرية التصرف نوعاً ما، والحكم على المطلوب منه، كذلك أعطى الله للإنسان الإرادة ليتحكم بها في مراحل حياته. فالإنسان لا يتدخل في العمليات الحسابية، التي يمليها على العقل الإلكتروني، ولا يغير الأرقام التي يخرجها. كذلك الله لا يتدخل باستمرار في أعمال الإنسان، بل أعطاه العقل والإرادة والضمير ليحكم أعماله بها. وعندما يخطئ الإنسان يعمل الله على إصلاح مؤشراته المعطوبة. وذلك بواسطة الكتاب المقدس ومبشرين. فإذا تقبل الإنسان عمل الله سار في أعماله خلال حياته على أحسن وجه، بسلام واستقرار ومحبة. وإذا ظل مواظباً على أخطائه ينتهي إلى دروب الهلاك بسرعة. وهكذا أدركت وجود الله من خلال هذه الآلة، التي صنعها الإنسان بيده. وأشهد أن الله موجود حقيقة لا جزافاً. لأني عندما أقنعت نفسي بأن الله موجود كحقيقة لا تقبل الجدل أبداً، شعرت باستقرار لم أشعر به سابقاً، وأحسست أني قد تجددت، ومات داخلي الإنسان الآخر الملحد. وإني أشكر الله الذي قاد لي هذا الصديق، الذي نقل إليّ خبراً لم يفكر أنه سيقودني لحقيقة كنت أشك فيها، وأحاول أن أمحو آثارها من نفسي. وختاماً آمل أن تذكروني في صلواتكم ليتذكرني الرب كخروف ضال، عاد إلى حظيرة راعيه.
عصام من تلعفو - العراق
قبل بضع سنوات كنت شاباً بلا دين. وكنت أعتبر أن يسوع المسيح شخص مات لأجل المبدأ. ومن جهة أخرى كنت متوغلاً في فلسفات الإلحاد والوجودية. وبقيت تلميذاً لجان بول سارتر ردحاً من الزمن. أما المصائب والضربات التي كانت تقع عليّ فكنت أعتبرها مقدرات ومصادفات أو أشياء لا بد أن تقع.
وقد تطرفت في إلحادي إلى أقصى حد، مستهزئاً بكل ما يُسمى ديناً، ومعتبراً الرجال والنساء المتمسكين بالدين خلائق فاشلة في حياتها.
وجاء يوم، الذي به رجعت إلى الرب. كان ذلك في أمسية ضمتني مع بعض الأصدقاء. وبينما أنا أقف معهم، رأيت جماعة ملتفين حول شخص ملقى أرضاً، وشعرت بركبتيّ تنحلان، ولم أقو على الوقوف، وشعرت بالدوار، الأرض تموج بي، بكاء عويل شيء مرعب، الرجل جثة هامدة، الزوجة صامتة، الابنة تسحب شعرها، الكل يبكون. وكنت مأخوذاً، يقولون مات بسكتة قلبية. لا أفهم ماذا تعني السكتة. كيف توقفت الحياة؟ من هو الذي سيّر دقات القلب؟ كيف؟ أهو الدماغ؟ ومن يحرك الدماغ؟ أهي التفاعلات الكيماوية؟ ولكن من فجر التفاعلات هذه؟ دارت في رأسي تلك الأسئلة، ودارت إلى أن ألفيتني أعترف بجبروت هذا الذي أمات الرجل.
ورجعت إلى البيت بعد أن جاء قس فعزّاهم، فاندفعت خارجاً لأني كنت ملطخاً بالخطايا.
ورجعت إلى البيت ومنذ ذلك اليوم بدأت أحضر الاجتماعات التي تدور في الكنيسة. وأشكر الرب من صميم قلبي، إني اليوم أشارك بدراسة الكتاب المقدس، وأحث الشباب للرجوع إلى أحضان الكنيسة. وأتذكر أول صلاة قلتها كانت «اشكرك يا أبانا السماوي لأنك جلبتني إلى حضرتك. فقد كنت خروفاً ضالاً، وأدمت الأشواك قدميّ. إنك جلبتني إلى حضرتك شكراً لك».
متّى من الموصل - العراق
قبل أن أعرف الحق، كنت أرتكب الجرائم والخطايا بلا عدد. وكنت أقرأ كتاب الشهوات الجسدية، واذهب إلى الملاهي. وفي يوم من الأيام أصابني ألم شديد في صفحتي اليمنى حيث عرضت نفسي لعملية جراحية وأنقذت منها. وتعرضت مرة أخرى لتيار كهربائي، وأنقذت منه. وعند إنقاذي من هذه الأخطار فكرت في نفسي: من أنقذني مرتين؟ فعلاً إن الله أنقذني.
فمنذ ذلك الوقت آمنت بالمسيح، وأصبحت أذهب إلى الكنيسة، وتركت الكتب الشهوانية، وبدأت بقراءة الكتب الدينية. وهكذا حُلت مشاكلي. وها آنذا ناجح في أعمالي. وأعيش في راحة لأن الله موجود بجانبي. فاختبرت حقاً أن المسيح يخلّص الخطاة، إن تابوا ورجعوا إليه مؤمنين بلطفه وقدرته.
الصلاة: أيها الآب، نشكرك لأنك سكبت محبتك في قلوبنا بواسطة الروح القدس. وطهّرتنا بدم ابنك يسوع المسيح. اغفر لنا استكبارنا وكبرياءنا وذنوبنا. وثبتنا في المسيح، لكي نتمم في قوته مشيئتك آمين.
نجيب من بغداد - العراق
نشأت في عائلة ومحيط مسيحي، وكان لهذا وللمدرسة وللكنيسة الفضل الأساسي لبذرة الإيمان التي تنمو فيّ الآن. ولكن ما أن انخرطت في تيار المجتمع المزدحم على تحصيل العيش، حتى كادت هذه البذرة تختنق. فتركت الصلاة والممارسات الدينية، ولم أعد أع شيئاً أعمله لأجل مجد الله تعالى، حتى أدركني ذات يوم مرض عضلي عام، ألزمني الفراش ثلاثة أشهر تقريباً، محروم النوم لا أستطيع حراكاً. ولم تفدني محاولات الأطباء بعلاجاتهم وعقاقيرهم المختلفة، فتدهورت حالتي الصحية وسئمت الحياة، بحيث تمنيت الموت لأتخلّص مما أعانيه.
وفي إحدى الليالي الميؤوسة أخذتني غفوة نوم قصيرة.. وإذا بي أرى في الحلم قبوراً مفتوحة فارغة، يعلو كلا منها صليب خشبي، وصوت خفي بداخلي يرغبني في اختيار أحدها. فكان اشتياقي عظيماً لتسليم ذاتي بفرح لأتخلّص من حالتي المؤلمة. وما كدت أهم بدخول أحدها حتى أفقت من غفوتي، وجسمي مبلل بالعرق البارد. وللحال وجدتني أتلو الصلاة الربانية مع نفسي بكل حرارة وشوق. ومن ساعتها بدأت أتماثل إلى الشفاء، ولم أعد أنسى الصلاة. وشعرت أن بذرة الإيمان المختفية في أعماقي أخذت تنمو بسرعة. وتذكرت المسيح الرب مصلوباً على خشبة الصليب، ومائتاً عن آثامي ومعاصي، ثم قاهراً الموت بقيامته المجيدة. وصرت أتأمل حياتي بعد اليأس منها، وأصبح الصليب أمامي كل حين أشتاق إليه بفرح وإيمان.
وأخذت أفكر منذ تلك اللحظة في ما يجب علي أن أفعله، وقد دفعني حافز قوي لمطالعة الكتاب المقدس ودراسته، والسعي لتفهم المقاصد الإلهية في حياتي. ولا أزال أسير في طريق الخلاص والحق والحياة، ثابتاً فيه لأستحق مواعيده بالقيامة معه.
هكذا صار إيماني يتقوى يوماً فيوماً. وأنا أعمل باجتهاد مستمر ما أستطيعه في خطى يسوع الرب المخلّص. ولا أنفك أعطيه للآخرين بكل وسيلة فعالة، من خدمة بالمحبة، ومثال صالح، وتضحية ونكران ذات، اقتداء به. وقد وجدت نفسي بهذا فرحاً وسروراً، رغم ما يعترضني من عراقيل ومنغصات، هي من متطلبات الحياة الدنيا المتنوعة. وأنا أعتبرها جزاء يسيراً من اعتناق الصليب «رمز الفداء»، على رجاء القيامة من موت الخطية، ومن أجل حياة سعيدة خالدة. فأسأل الله تعالى النعمة الدائمة للثبات في محبته، والعمل بمرضاته في يسوع المسيح ربنا آمين.
لطفي من الموصل - العراق
بعدما أنهيت دراستي الابتدائية توجهت إلى العاصمة حيث الفساد والفسق والمجون. فابتدأت باللهو والتفكير بالأمور الزائلة التي لا فائدة منها كالسينما والملاهي. ونسيت الكثير من الصلوات التي تعلمتها، ولم أعد أذهب إلى القداس.
ومضت سنون كثيرة، وأنا على هذه الشاكلة حتى التقيت بأحد الأصدقاء الذين سلكوا طريق التقوى. وأخذ يكلمني عن حياته مع المسيح وكيف أنه سعيد. فاحمر وجهي، لأني عرفت أنه سيسألني عن حالي أنا أيضاً.
فكلمته عن نفسي بصراحة. وهو أعطاني إنجيل متّى، ووعدني أن يحضر لي الكتاب المقدس، وكتباً روحية وعناوين لجمعيات دينية لأراسلها واستفيد منها.
وهنا بدأت أطالع الكتاب المقدس، يومياً، وأتعمق فيما أقرأ. وسلّمت نفسي للمسيح من كل قلبي. وبما أني معتمد عليه فإني متأكد بأن أي صعوبة تعترض طريقي ستكون بسيطة، لأن المسيح أصبح معي. والآن أفتخر بالمسيح، لأنه أخرجني من الظلام إلى النور.
ناظم من الكوت - العراق
أنا شاب في العشرين. يبدأ إيماني واعتقادي بالمسيح منذ وعيت وأدرك عقلي. ولكن صادف في حياتي الدارسية وأنا في العاشرة من عمري أن رسبت في صفي سنتين. فبدأ أهلي وأقربائي يستهزئون بي. وخاصة الأصدقاء، الذي كانوا معي في صفي. فعندما نجحوا إلى صفوف أعلى مني، صاروا يتفوقون علي، حتى إذا جلست معهم فإنهم يتركونني، ويذهبون بعيداً عني. فضاقت الدنيا في نظري وأدركت أن كل شيء زائل لا نفع منه.
وشاءت إرادة ربي أن تدخل كلماته إلى صميم فؤادي. وهي الصلاة التي علّمها المسيح لتلاميذه: «أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ» (متّى 6: 9). وهذه الكلمات نتلوها عندما نستيقظ ونأكل وننام، لكن لا أحد يفكر في معناها. قد تجلت هذه الكلمات أمامي. وأحسست تغيراً في داخلي عند قرائتها. وفي تلك اللحظة اتجهت إلى نفسي وسألتها في خفاء: لماذا لا أعمل بجد وحزم؟ وصممت مصلياً أن أجتهد وأدرس باستمرار. فأدركت إذ عملت بإخلاص سوف أنال كفاف خبزي اليومي، فصليت لربي واستغفرته فغفر لي ذنوبي. وآمنت أنه سوف لا يدخلني في تجربة، ولا إلى استعباد شلة الأشرار، بل يحميني لأنه الملك الجبار القدوس الممجد المتسامح الكريم.
وهكذا حولت نفسي وجسمي وعقلي وضميري بأجمعه للاجتهاد والعمل والمثابرة. وفعلاً في الأيام والسنين التالية كان نصيبي النجاح والفلاح، لأني عندما آمنت عملت. وشعرت أني لست وحدي في هذه الدنيا، لأن الله هو أبونا، وقد بذل ابنه الوحيد. لكي يكفّر عن خطايانا. فينبغي أن نؤمن بالذي أعطانا قلبه وحياته فدية للكثيرين. وكيف لا نرد له الجميل بإيمان ومحبة؟ لقد آمنت بربي يسوع، وجعلته بنظري قبساً منيراً، ينير دربي وحياتي، وينير طرق جميع العاطلين. فمن يتبعه يكلّله بإكليل السعادة والفرح والنجاح.
صباح من الموصل - العراق
أنا شاب في الثامنة عشرة من عمري، ولدت في أحضان عائلة فقيرة. توفي والدي وأنا طفل صغير فاعتنت والدتي بتربيتي. ولم يترك لنا والدي أي بيت، بل تركنا ننتقل من مكان إلى آخر. وكان لي أخ يكبرني، يشتغل شغلة بسيطة، وكان يساعدنا. وبعض الأقرباء الموسرين كانوا يساعدوننا أيضاً. في هذه الحياة المضطربة عشت عيشة تعيسة.
كبرت وقررت والدتي أن ترسلني إلى المدرسة. وفعلاً سجلت في المدرسة وعانيت شظف العيش فيها. وكم مرة كنت أحاول الخلاص من الحياة، وذلك بأن أرمي نفسي من فوق سطح المدرسة إلى الأرض. أو أقذف بنفسي إلى نهر الدجلة القريب، لأخلّص من الحياة.
وكان لي صديق عرف مشكلتي بعد أن أخبرته بها لعله يساعدني. فقال لي: «إن إيمانك ضعيف بالمسيح». فجاوبته: «حقاً ما تقول؟ فأنا لم أفهم أي شيء عن المسيح، وعائلتي لم تفهم من تعاليم المسيح شيئاً. وكثيراً ما كنت أسأل والدتي عنه، فكانت تقول ما لنا وللمسيح، نحن نريد أن نعيش».
وفي أحد الأيام جاءني الصديق بإنجيل يوحنا. وقال لي: «سأتركه عندك لتقرأه». ثم ودعني وانصرف. فبقيت وحدي في غرفتي الصغيرة أقرأ. وإذا بنفسي الثائرة تهدأ وبقلبي يطمئن، ويتملكني شعور كبير بالراحة، راحة النفس وراحة الضمير. وقد أعجبت كثيراً بآياته. ثم أخذ صديقي يعطيني كثيراً من الكتب الدينية، بعد أن رأى شغفي بها. وأهداني كتاب دليل الشبيبة، الذي يفسّر الكتاب المقدس، وكتاباً عن حياة المسيح. بعد ذلك أصبحت حياتي مستقيمة لا تشوبها شائبة. وكنت عندما أذهب إلى بغداد لزيارة أقاربي، أذهب إلى الكنيسة أصلي فيها. وكان يتملكني شعور بالحزن والفرح في آن واحد، الحزن لأن المسيح صُلب من أجل خطايانا، والفرح لأني اهتديت أخيراً إلى يسوع المسيح طريقي.
نبيل من الكوت - العراق
كنت أعيش في عائلة مسيحية مكوّنة من أهلي وأقاربي. وكنت أصلي باستمرار، وأطلب من الله أن يحفظني من كل شر، وأن لا يتركني أنحرف إلى طريق الخطأ. وفجأة انحرفت عن الطريق، وقادتني قدماي إلى طريق يبهر العيون، طريق يصوّر جمال الدنيا وما فيها من متاع العالم وشهواته. ولكن في الحقيقة كان الطريق مملوءاً بالرذيلة والخطيئة والخوف، وعدم الاستقرار، وسرت فيها زمناً على غير هدى.
ولكن يسوع المسيح بمحبته العظيمة وبتضحيته الجبارة، الذي تحمّل الموت لأجلنا على صليب الجلجثة لينقذنا من الخطيئة، مد لي ذراعيه لينقذني من وسط الخطيئة التي كنت أتردى فيها، وذلك عندما وصلني في يوم كتاب إنجيل يسوع المسيح. فتذكرت الأيام التي كنت أعيش فيها بسلام وقارنتها بالأيام التي عشتها بالخوف والرهبة والمشاكل وهموم الدنيا. وانفجر صراع داخل نفسي، صراع بين روح الخير والحق والسلام والمحبة، وبين روح الشر والهموم والخطيئة. وأخيراً انتصر روح الحق والخير والسلام وشكرت يسوع على إنقاذي من الخطيئة، الذي لولاه لكنت الآن غارقاً وتائهاً في هذا العالم الفاني.
وعدت هذه المرة بعزيمة أكبر وإيمان أعظم، ووهبت نفسي للمسيح تاركاً كل شيء من متاع الدنيا. وأصبحت تابعاً للمنقذ المحب، وخادماً للذي قدم نفسه فداء لأجلنا، لأن العالم وما فيه من شهوات يمضي، وأما من يثبت في المسيح والمسيح فيه فهذا يثبت إلى الأبد. وبالوقت الذي أصلي فيه لأجلي، أصلي أيضاً لكل الذين في الخطيئة، ليعودوا إلى طريق الرب، وطريق المحبة والسلام. لأن الطريق سهل ومفتوح لكل إنسان يرغب بصدق أن يسير فيه ويهب نفسه للمسيح. والمسيح يقول للجميع: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متّى 11: 28).
زوهراب من بغداد - العراق
أنا شابة كنت أعيش بلا هدف وبلا إيمان، ولا أؤمن بالذين يتحدثون عن كلمة الله، وعن يسوع المسيح الذي رفع الخطية من العالم. كنت فخورة جداً، أرتاد النوادي ودور السينما والمسارح وملاهي الرقص وما شابه ذلك. أما الفقراء فعندما كانو يطرقون بابنا، كنت أعاملهم بخشونة وأطردهم، وأقول لهم دون تفكير أو شعور: الله يساعدكم ويعطيكم.
وأحياناً كنت أستعمل كلمة الله سبحانه وتعالى، لأدافع عن نفسي من ناحية الدين العزيز علينا. ومع ذلك لم أكن أحب مطالعة الكتب المقدسة التي وهبها الله لنا. ولم أصغ لنصائح غيري حتى الأكبر مني سناً.
وحلّت عطلة ربيعية بعد أن أنهينا دراستنا، مقدارها خمسة عشر يوماً. ويا ليت هذه العطلة أقبلت قبل سنوات بكثير، إذ خلالها أشرق النور في قلبي وأضاءه، بعد أن كان مظلماً لا يحب الرب يسوع. وأتى اليوم الذي انتظرته روحي ونفسي، بعد أن كانت في غمرة الظلام الدامس.
وفي يوم من أيام ذلك الربيع المبارك جاءت صديقتي، وقالت لي بأنه يسكن بجوارنا أستاذ وامرأته، وهما ينشران كلمة الله، إنجيل يسوع المخلّص ومنقذ العالم، فلماذا لا نذهب إليهم ونتعلم الأشياء الحلوة الجميلة. وبالفعل ذهبنا في اليوم التالي. وما أن سمعت كلمة الحياة حتى حدث تحول في أفكاري. ولم ألبث أن تركت الميول الدنيوية وأصبحت أدرس وأصلي وأتقوى في الإيمان. وتعلمت كيف يجب أن أساعد الفقراء والمساكين والمعوزين وأن أصغي لكلام الآخرين وأطيعهم. وعلمت ما يطلبه الله من كل فرد، ألا وهو التمسك بالله والإيمان بالمسيح والكف عن الشتم وغيره. وها أنا أطيع كلمة الرب يسوع المسيح وأعبده وأحب خاصة الآية: «لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (يوحنا 3: 16).
نورا من بغداد - العراق
كنت تائهاً في الحياة أرافق الخطاة وأجالس الأثمة. ومع أن والديّ كانا عالمين بضلالي، فإنني لم أبال بل تابعت السلوك في مشورة إبليس.
كنت شريراً لا أذهب إلى الكنيسة، ولا أعمل بموجب كلام الله، وأحلف وأجدف، وأكذب وأسرق، وأعمل أعمال الظلمة، مع شعوري بأنها خاطئة، وبأن طعمها مرّ، وبأن طريق الشر يؤدي إلى الهلاك.
ولكن جاء يوم لم أستطع فيه إسكات ضميري الثائر على الخطية. فدخلت غرفتي وجلست على السرير، وقلت في نفسي، أنا خاطئ وهالك. ولكن، أليس المسيح مخلّصي؟ ألم يحتمل اللعنة حين عُلّق على الصليب لأجلي؟ ألم يعان آلام المسامير، التي دقت في يديه ورجليه، والحربة التي طعنته في أحشائه؟ كل هذا لأجلي، أنا الخاطئ الأثيم.
هذه الخواطر أيقظت ضميري النائم، فقررت على ترك الخطية، ثم الذهاب إلى الكنيسة. هناك أعلنت توبتي عن خطاياي ونلت الغفران، واعتمدت على اسم يسوع واختبرت أن السعادة هي في شخص المسيح الفادي. ليته يقود جميع إخوتي الباقين إلى الخلاص.
فيفي من بغداد - العراق
نشأت في عائلة مسيحية دون أن أعرف ديانتي حقاً، إلا أن تعودت على اسم المسيح، دون أن أعلم حياته وأعماله. فكم كنت أرتبك وأخجل عندما كان يدور الحديث حول الإيمان فأظل صامتاً لا أتكلم. وشعرت بنقصان عنصر هام في حياتي، ذلك هو الدين. فأخذت أستفسر من الأصدقاء عن عنوان لإحدى الجمعيات الروحية، كي أستطيع الاطلاع على كلمة الله المقدسة. وكانت رعاية الرب تساعدني حيث حصلت سريعاً على كلمة خلاصية. كما أخذت أستمع إلى الإذاعات الدينية. وعند ذاك ابتدأ الفرح يسيطر على نفسي. فوجدت السلام التام والطمأنينة. وفرحت جداً عندما علمت بأن المسيح قد تجسد لأجلنا نحن الخطاة، وجاء إلى الأرض لكي يفدينا من الموت ومن سلطة جهنم إن آمنا به. عند ذاك سلمت حياتي للمسيح وأنا مسرور.
وتأثرت بالآية الذهبية: «لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ الله» (متّى 4: 4)، لأن هذه الآية علمتني أن الغذاء الذي نأكله لا يكفينا في عيشنا على هذه الأرض إن لم نشرك معه كلمة الله الحية. فلذلك أخذت أدرس الكتاب المقدس يومياً، وأتردد إلى الكنيسة لحضور اجتماع الشبيبة كما حصلت على دروس مجانية بالمراسلة. وقرأت الكتب الدينية مما أفادني في فهم كلمة الله المقدسة.
إنني أدعو الأصدقاء الشباب أينما كانوا أن يسلّموا حياتهم إلى المسيح، لأنهم بذلك سوف يجدون الراحة والهناء في ظل الفادي القدير، وسيجدون أيضاً خلاص لأي مشكلة تعترض حياتهم. سوف يجدون في آيات الكتاب المقدس ينبوع السعادة والنور المشع الذي يهديهم إلى الطريق القويم. كما وجدت أنا النور في حياتي بعد أن تعرفت على المسيح في إنجيله.
وأخيراً ما تزال ترن في أذني كلمات الفادي العزيز: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ» (يوحنا 8: 12).
يوحنا من الموصل - العراق
عشت طول حياتي في وسط عالم مليء بالأكاذيب والفساد والغش والمادة والخداع، ولم أجد في هذا العالم صديقاً وفياً يرشدني إلى الطريق الصحيح. الأصدقاء هذه الأيام كالذئاب، لا يفكرون إلا في أنفسهم ومصالحهم. لكني وجدت الآن بأن الصديق الوفي في هذه الحياة هو السيد المسيح. فهو الوحيد القادر على إرشادي إلى الطريق الصحيح. إنه رمز التضحية والفداء، من أجلي أنا الخاطئ البشري، نزل من السماء إلى الأرض، وبذل دمه الكريم. إنه يضحي من أجلي، فهل هناك صديق في هذا العالم، يستطيع أن يضحي بدمه. أن يلبس الأشواك فوق رأسه، وتدق المسامير في يديه ورجليه، يُهان، يُضرب، يتعذب من أجل إنقاذ خطيئتي. أليس هذا هو الصديق الحقيقي المخلّص، الذي لبس ثوب الوداعة والتواضع، وجعل نفسه خادماً.
حياتي بدون المسيح أشبه بمصباح بلا نور. الشيطان هو أكبر عدو في هذا العالم، لأنني أعيش بصراع معه، بل معركة حاسمة، لأنه يريد أن يبعدني عن صديقي الوفي المسيح.
لكن التجديد باسم المسيح الحي يطرده. هذا العالم حاول أن يبعدني عن محبتي للمسيح بإلحاده وحبه للمال. لكن ما فائدة المال؟ صديقي المسيح الذي أتأمله مصلوباً على خشبة العار، عذبوه، جرحوه، أهانوه، ضربوه ثم صلبوه! كلها من أجلي. فماذا يا ترى أرد له لمعروفه؟! تمنيت لو بذلت حياتي في سبيل رفع اسمه بين الخطاة، ليعودوا إلى صوابهم إلى حظيرته لأنه يحب الخطاة. أنا خاطئ لكن صديقي المسيح يحبني ويريدني، إذا طلبت التوبة والرحمة. فهو يريد أن يقودني إلى عالمه السماوي، لأنه يحب البشر ويغفر خطاياهم. فأنا لا أريد في هذا العالم لا المال والأصدقاء، سوى المسيح الذي مات من أجلي على الصليب، ألا يستحق المحبة والخدمة. أريد أن أكون وديعاً بسيطاً في حياتي، لا أعرف الغضب ولا الحقد، بل أعرف المحبة والتسامح والخير والتواضع.
أريد أن أكون شبيهاً بالسيد المسيح حسب محبة قلبه، أكون خادماً لأجل اسمه البار، أن يكون مثلي الأعلى في الحياة «المسيح خير صديق» في هذا العالم.
حسني من البصرة - العراق
قبل أن أؤمن بالمسيح الرب، كنت ضجراً تعساً يائساً بعيداً عن الصلاة. نعم لقد كنت مبتعداً عن الله، ابتعاداً كلياً. كنت أذهب إلى الكنيسة وكان القس يقرأ الكتاب المقدس، ومن ثم يغلق الكتاب ويطويه. ولم يكن هناك موعظة حول الفصل، الذي قرأه لنا لكي نفهمه جيداً.
وبعد أيام قلائل، حظيت بصديق ذي خلق كريم وأدب وتواضع عظيمين. وقد دعاني مرة إلى منزلهم. وهناك ما أن دخلت حتى وقعت عيناي على آيات من الكتاب المقدس، كانت معلقة على جدران الغرف والمنزل بكامله. وكانت الكتب المقدسة منتشرة في رفوف المكتبة. وكذلك كتاب الترانيم، كان بيد الصديق وهو يرنم ممجداً يسوع بصوت عذب. ولما أدخلني إلى إحدى الغرف وقعت عيني على إخوة مجتمعين يمجدون الله. فدعاني صديقي إلى الجلوس معهم، ثم عرفني عليهم، وأصبحوا إخوتي وأخواتي. ومن ثم اشتركت معهم مرات عديدة ممجداً الرب يسوع المسيح، الذي حررني من عبودية الخطية والشيطان. وأصبحت أشترك مع إخواني المؤمنين في الصلاة وإنشاد الترانيم والاجتماعات الأخرى. وهكذا حل المسيح في قلبي، فذهبت التعاسة عني، وأصبحت أحب جميع الناس، حتى الأعداء. وأصلي من أجل جميع الذين يسيئون إلي. نعم لقد ذهبت أفتش عن مخلّصي وفادي بدمه الطاهر الغالي على الصليب. وهكذا بدأت حياة جديدة بيسوع المسيح، ربنا وقائدنا ومخلّصنا وفادينا ومحيينا وغافر خطايانا. وقد تركت كل شيء من أجل اسمه القدوس على الدوام وبلا انقطاع.
سامي من كركوك - العراق
ولدت في محيط ضيق مشحون بعبدة الشيطان. وترعرعت في هذا المحيط بالذات، شارد الذهن لا أفرق حتى بين الحقائق، ولا أعرف ماهية هذه الحقائق. وتلقيت بعض المنشورات الدينية ولكنني أهملتها، ولم أعرف محتوياتها الروحية، حتى إني مزقت بعضها. وصرت في مقتبل الشباب فانغمرت في ملذات العالم الفانية، ولم أعد أذكر المسيح، ولم أعد أرى في المسيحية ملذة، لكون قلبي ممتلئاً من فساد الخطيئة وعشعشتها.
فكان أصدقاء السوء يوجهونني توجيهات خارجة عن طريق المحبة الصادقة. وانغمست في عادات سيئة جداً، كنت أتلذذ بها، وأنا كخاطئ لا يعرف مصيره الحتمي. وكان مجيء دور الشباب إليّ كزيادة في الشهوات الجسدية والأباطيل العاطبة. وفي نفس الوقت كنت مشتركاً في بعض المراكز الدينية. ولكن كانت فقط للكبرياء وحب الظهور كمسيحي. وفي نفس الوقت كنت خادماً في الكنيسة. وتوالت الأيام وأخذت جزءاً من وقتي للتفكير والتأمل بهذه النشرات والكتب، التي تنطق بحقيقة يسوع المسيح كفاد ومخلّص. فأخذت أطالع بعض نصوص الكتاب المقدس. فكان لقراءتي قصة الفداء تأثير فيّ جداً. بحيث أفرغت أكثر وقتي في التأمل والقراءة لكني لم أترك الخطية بعد.
وقد أرشدني بعض الإخوة إلى ضرورة ترك الخطايا، فصار ذلك حافزا لي في مواصلة القراءة والتأمل الجيد. وما أن وقع نظري على الآية: «الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ» (مزمور 23: 1) حتى ازددت ثقة في نفسي وفي المسيح، وازداد فرحي في الرب يسوع المسيح. ووجد أصدقائي هذا التحسن الملموس، فمنهم من آمنوا، ومنهم من لا يزالون تحت نير العبودية. وأنا لا زلت أقدّم المسيح لهم كمخلّص، وذقت طعام المسيح. ما أطيبه وما أحلاه! لأنه يقول: «ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ!» (مزمور 34: 8). ومن ذلك اليوم وأن أتغير شيئاً فشيئاً، وأتقدم روحياً. وقد وصفني راعينا الفاضل بقوله: «أرى أن المسيح قد غيّر قلبك من الظلمة إلى النور». هذا وزاولت عملي التبشيري من يوم الإيمان المشهود بحياتي إلى هذه اللحظة. وأنا أنتهز الفرص لتقديم المسيح إلى العالم، متحملاً قساوة هذا العالم بصبر وإيمان بالغين. وتعمقت في أكثر نصوص الكتاب المقدس بواسطة النشرات والكتب الدينية وحل المسابقات. وكان لمركز الشبيبة عظيم الأثر فيّ، إذ ازددت ثقة في المسيح والكتاب المقدس.
وهكذا غيرت حياتي بكاملها. كسبت حياتي بيسوع، بعدما أراد الشيطان أن يهلكها. وأنا الآن بين ذئاب خاطفة، تريد إرجاعي إلى الوجه القديم. ولكن أقول: «الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا» (2كورنثوس 5: 17). نعم صار جديداً بيسوع المسيح، الذي فداني الفداء الكامل، واشتراني بدمه الكريم.
وإلى هذه اللحظة ترن كلمات المسيح في أذني وتقول: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متّى 11: 28). وفي نفس الوقت أناشد شباب هذا الجيل بالابتعاد عن الأعمال الشريرة، لأن الشيطان يتربص بكل شبابنا ليصطادهم إلى مفاسده، والالتجاء إلى فادي الكون لكي يعاينوا طريق الله الصالحة، مثلما عاينتها أنا شخصياً. وإني في سن الشباب، وسأبقى خادماً أميناً مخلّصاً، سأبقى كارزاً بكلمة المسيح. وأقول يا رب لا تهملني ولا تتركني. وحياتي وموتي كلها لأجل المسيح وكلمته. مثلما مات رسول الأمم بولس لأجل اسم سيده.
إن الفرح بالمسيح هو الفرح الكامل، هو الغاية المنشودة لعصرنا هذا. وفرح المسيح لا يوصف. سأبقى أرنم بترانيم التسبيح والوقار للفادي الذي خلّصني من دياجير الظلام. وسأبقى أناشد يسوع المسيح وأقول: «اذْكُرْنِي يَارَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِك» (لوقا 23: 42).
صباح من بعشيقة - العراق
لقد ولدت من أبوين مسلمين في مدينة القرنة. ترعرعت في هذه المدينة حتى انتقلت في السنة الماضية إلى البصرة، لإكمال دراستي الجامعية. كنت طوال حياتي الأولى ميالاً إلى المطالعة والتعرف على أسرار الحياة. فقد قرأت القرآن في المدرسة. وكان يسوع المسيح هو السر الغامض الذي تريده نفسي. فكل سؤال عنه أواجه بسببه بموجة من الحقد والغضب من قِبل مدرّس الدين المتزمت.
فقد أدركت أن يسوع هذا، لم يكن يعمل هذه الأعمال إن لم يكن الله معه، ويؤيده بالروح القدس المذكور بالكتاب الإسلامي. بل هو فوق الأنبياء، وكلهم تكلموا باسمه. ومن له أذنان ليسمع ما يقوله الروح للكنائس.
أتيت أخيراً وعرفت ان السبيل للوصول إلى الله، ليس أعمالنا العالمية ولا التعبد الفارغ، ولا الانكماش على النفس كما يفعل أهل الطرق الصوفية، بل أن يسوع المسيح حررنا من العبودية إلى التربية الروحية. وها أنذا أشعر بالروح القدس يملأ قلبي، لأن لا وجود بعد للسر. فقد عرفت الحياة المقدسة بالمسيح يسوع ابن الله الحي المولود من مريم العذراء المباركة.
نضال من البصرة - العراق
أنا شاب عربي كنت أعرف يسوع المسيح منذ صغري. ولكني لم أكن مهتماً جداً بالدين، حتى أنني لم أكن أعرف الكثير عن الكتاب المقدس، وأقوال السيد المسيح ووصاياه. ومع أني كنت أعترف بخطاياي في الكنيسة وأندم عليها، ملتمساً من الله المغفرة، لم أكن أشعر بالفرح الكثير بعد الاعترافات.
وفي ذات يوم من ربيع عام 1969 تعرفت بطريق الصدفة على إحدى الإذاعات المسيحية. ولكنني لم أستمع إليها إلا في صيف تلك السنة، بعد انتهاء السنة الدراسية. وبدأت أتعلم المزيد يوماً فيوماً عن خلاص الرب يسوع. وأصبح الإصغاء إلى كلمة الله كالخبز اليومي، لا أستطيع الاستغناء عنه يوماً واحداً.
وهكذا ابتدأ روح الله يعمل في قلبي. وأخذت أتقوى وأنمو في الإيمان يوماً بعد يوم. ومنذ عام 1970 أخذت أشعر على الدوام أن الله صيّرني ابناً لمحبته، وأصبحت خليقة جديدة بفضل النعمة التي وهبني إياها الرب يسوع المسيح. يا للسعادة التي أشعر بها وأنا مع المسيح إذ قد خلعت الثوب القديم ثوب الخطايا، ولبست الرداء المنير. فأضحيت إنساناً جديداً في المسيح. وأذهب في معظم أيام الآحاد إلى الكنيسة. وإن كان هناك عارض ما أستمع إلى الخدمة التعبدية بواسطة جهاز الراديو.
كل عمل أعمله اليوم أفكر فيه إن كان يتعارض أم لا مع وصايا السيد المسيح والرسل الكرام، لأنني الآن أحفظ الكثير من آيات الكتاب المقدس. وفي كل يوم قبل أن أنام أصلي صلاة خاصة من أجل أصدقائي ومعارفي، ومن أجل جميع الناس. وكذلك أصلي من أجل الوطن العزيز والبلاد العربية والعالم أجمع.
لقد أحبني المسيح و أسلم نفسه لأجلي. وأنا أحبه وأرد له صدى محبته العظيمة، وسأبقى أميناً له على مدى الأيام. وكم يطيب لي أن أردد مع المرنم قائلاً:
يسوع حبيبي نصيبي الرحيم
وسور حياتي وباب النعيم
إليك صلاتي استمع يا كريم
فأنت المجيب وأنت السميع
وأخيراً أقول مع الرسول بولس: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا»(2كورنثوس 5: 17). ولكن الكل من الله.
نزار من بغداد - العراق
ان كان لديك أي أسئلة أو استفسارات عن هذا الكتيب، يمكنك الكتابة إلينا مباشرة عن طريق استمارة الاتصال الموجودة على الموقع.
الرجاء استخدام الاستمارة الخاصة بالموقع للاتصال بنا:
www.the-good-way.com/ar/contact
او يمكنك ارسال رسالة عادية الى:
The Good Way
P.O. BOX 66
CH-8486
Rikon
Switzerland