الصدّيق كالأرز في لبنان ينمو

الصدّيق كالأرز في لبنان ينمو

شهات أبناء لبنان


Table of Contents

Bibliography
هل التقيت بالله؟
شعرت بقوة خفية غمرت كياني
امتلأ قلبي فرحاً وطمأنينة
قادني في موكب نصرته
إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة
قلبي في سلام وسروري لا يوصف
بموته على الصليب أعطاني الحياة الأبدية
الرب أنار الحياة أمامي
غمرني فرح عظيم
أنا متيقن بأن يسوع غفر خطاياي
لا توجد قوة قادرة أن تنزعني من مخلّصي
أخذ مكاني على الصليب
انتقلت إلى حياة جديدة
بدأت أطالع الكتاب المقدس
لماذا تركتني؟
مخلصي هو يسوع المسيح
يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون
ركعت، وصلّينا معاً
صممت على الرجوع والاستسلام لسيدي وحبيبي يسوع
الظلمة قد مضت والنور الحقيقي الآن يضيء
إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة
أركّز على ما فعل المسيح
لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ (متّى 4: 4)
أرشدني الله إلى طريق النور والإيمان
كلمات يسوع هزّت مشاعري
يسوع ربي استجاب صلاتي
حملاً ثقيلاً سقط عني
ارتديت ثوباً منسوجاً بالطهارة والإيمان
قرأت كلمة المسيح ثم تنورت واهتديت
سلّمت حياتي وكل أموري نهائياً للرب
سلمته كل ما أملك
عرفت يسوع المسيح رباً ومخلصاً
المسيح أعطاني الطمأنينة والسلام
بشرى الخلاص أنقلها إلى الشعب حولي

Bibliography

الصديق كالأرز في لبنان ينمو. . الطبعة الأولى . . English title: . German title: .

هل التقيت بالله؟

من يدخل مدرسة ينل شهادة، ومن ير حادثة يُعتبر شاهد عيان. وهكذا كل من يتبع المسيح يعرف شخصيته ويختبر قدرته ويقترب من الله.

وقد مرّ لبنان العزيز في السنوات الأخيرة بتجارب مخيفة. والشرير جعل كثيرين أشراراً. ولكن الروح القدس أيضاً قدّس أفراد للثبات في المحبة. فنريد اليوم إبراز بعض الأصوات من الجبال والمدن اللبنانية، كشهادة أن يسوع هو رئيس السلام الذي يطهّر القلوب ويقود الأعداء إلى المصالحة.

وإن أدركت سمو يسوع، وانكسرت أمام قداسته، وحملت شهادة روحه في قلبك، نُسرّ إن أرسلت إلينا أيضاً شهادة إيمانك كيف التقيت بالله؟ ولماذا تؤمن بالمسيح؟

كثيرون لا يستطيعون أن يفكروا بعبارات عقائدية، ولكنهم يفضلون وصف سيرة حياة حقيقية. لأن مجرد الكلمات لا تغني شيئاً، إنما حيث تجسدت الرسالة فهناك يؤمن الناس بالإنجيل.

وهل فكرت مرة بالآية التي في سفر الرؤيا والقائلة «وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ ٱلْحَمَلِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى ٱلْمَوْت» (رؤيا 12: 11).

فإن حملت شهادة إيمانك في قلبك، فاسأل نفسك أمام الله إن أراد هو أن تكتب إلينا اختباراتك الروحية. ولا تظن أن شهادتك رواية فقط، لأن الشرير يجرب شهود يسوع ويقصد سقوطهم. فنطلب إليك: صل لأجل الشباب والشابات الذين أعلنوا أسرارهم مع الله في هذا الكتيب، لكي يثبتوا في المسيح ومحبته. كما أننا نحن نصلي لأجلك أيضاً، لتقترب من الله وتثبت في رحابه.

عبد المسيح وزملاؤه

شعرت بقوة خفية غمرت كياني

وقفت حائراً أمام نفسي متسائلاً من أنا ومن أين جئت؟ ولماذا؟ وفي أي طريق ذاهب؟ إن ملايين من البشر جاءت في أجيال متعاقبة، ولعبت دورها على مسرح الوجود وذهبت. ولكن إلى أين؟ وعلى أي طريق؟ لا أدري!

كل ما أدريه جئت وأعيش. وسأذهب كما ذهب غيري. ولكن إلى أين وفي أي طريق؟ حقاً إنه لشيء مؤلم، أن يجهل المرء طريقه، ولا يعلم إلى أين سائر؟

وفي لحظة قنوط وأنا شارد الفكر، ودون شعور، تناولت بيميني الإنجيل الشريف وفتحته، فاستقر نظري على كلماته التي تراقصت أنوارها، كما تتراقص أنوار النجوم في ظلام الليل. وشعرت بقوة خفية غمرت كياني بهالة من النور، نور سماوي لم آلفه من قبل. وبقدرة قادر انقلب قنوطي إلى أمل وحزني إلى سرور، عندما قرأت: «قَالَ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي» (يوحنا 14: 6). ما أعظمك يا يسوع المسيح، وما أعظم تضحيتك من أجلي أنا الخاطئ. عرّفتني طريقي وأنرت سبيلي!

أنت الذي أحييت الأموات بكلمة، وشفيت المرضى، وبعثت النور في عيون المكفوفين. رضيت الموت على الصليب طائعاً من أجلي، ومن أجل كل الخطاة من بني البشر. وكلمة واحدة تخرج من شفتيك كانت كافية للقضاء على جميع من أرادوا لك الهوان، ولكن قبلت التضحية رحمة وغفراناً.

حسن من صور - لبنان الجنوبي

امتلأ قلبي فرحاً وطمأنينة

عشت حياتي ألماً وشقاءً، حتى تم لي اللقاء بيسوع المسيح. فما أن وعيت الحياة حتى أخذت أتردد على الاجتماعات، ليس لأسمع كلمة الله، بل طمعاً بما يقدمونه لي من جوائز. كنت أفرح بالتراتيل، ولكن لم أنتفع من هذا لأني لم أحصل على الذي يعزيني.

ومرّت الأيام والسنون على هذه الحالة، حتى شاء الرب أن أكون له بواسطة راعي الكنيسة، الذي كنت أتردد إليه. جذبني بالمحبة والبسمة المرتسمة دائماً على وجهه، مما جعلني أفكر، لماذا لا أكون أنا كذلك؟ وجربت كل استطاعتي، لأحصل على الفرح والسعادة، ولكن دون جدوى.

والله القادر على كل شيء، عرّفني أنه ليس في وسعي أن أحصل على ما أبتغيه، إلا بالمجيء إلى الرب يسوع. وهكذا كان، فامتلأ قلبي فرحاً وسلاماً طمأنينة. وقد حصل هذا أثر عظة عنوانها: «موقف الإنسان تجاه الله ومصيره». وعلمت أن المسيح قد جاء في ملء الزمان، ومات بحق على الصليب، متحملاً الآلام والضرب والمسامير، لكي يطهرني من خطيتي ويخلصني من جهنم، التي نارها لا تطفأ ودودها لا يموت.

إخوتي، لا تسطيعون أن تدركوا كم كان سروري وفرحي عندئذ، حتى أنني أردت أو أوقظ أهلي في الليل من شدة الفرح. ولكني بعدئذ تألمت وارتددت مرتين عن الإيمان، بسبب مشاكل بيتية، إذ حصل اضطهاد من أبي وعمي. فقد مزق لي أبي حوالي خمسة أناجيل أو أكثر. كما أنه ضربني مراراً كثيرة، وبقي مدة طويلة يراقبني، أو يستصحبني إلى حيث يذهب لكيلا أقرأ الإنجيل.

وأخيراً قضى الله بسفره، مما أتاح لي التحرر. وها أنا أعبد الرب يسوع، منذ الليلة الأولى من عام 1967.

والآن بدأت بحملة صلاة، لكي أربح للمسيح أمي وأبي وإخوتي وأختي الصغيرة.

نجاح من عكار - لبنان

قادني في موكب نصرته

وُلدت في بيئة مستعبدة لتقاليد بالية، ومتمسكة بعادات روتينة عقيمة. وقد أقامت هذه التقاليد والعادات سوراً منيعاً حول طموحي، وشوقي لمعرفة كل شيء.

وشاءت الأقدار أن أصرف فترة من الزمن وسط تجمعات متعصبة لطائفتها، شأن جميع الذين يظنون أن الإنسان يصير مسيحياً بالوراثة. وأنا شخصياً لم أكن قد بلغت مرحلة النضوج، التي يتمكن المرء خلالها أن يفقه معنى الحياة ويميز بين الأمور.

ولكنني ككل فتى كنت أنشد هدفاً ما، علني أجد في تحقيقه راحة وسعادة. وفي السادسة عشرة من سني حياتي، شعرت بظمأي إلى المعرفة يزداد، فكنت كمن يطل على الحياة من علو شاهق. ولم تلبث أن تراءت أمامي ينابيع عديدة للمعرفة، وعليّ أن أختار منها ما يناسبني ويبرد غليلي.

ولكنني في عجلة أمري اندفعت إلى أولها، فإذا بمياهه مُرّة في حلقي وحارقة في جوفي. هذا الينبوع المرّ هو ينبوع الملذات المادية، التي يجب على الشباب أن ينصرفوا عنها لأنها تورث الأجسام عللاً فتاكة، عللاً تؤثر على العقل لأنها تضعف الذهن، وتؤثر على الإرادة فتشلّها. ناهيك عن أضرارها الروحية، لأنها تجرد الإنسان من كل مناقبية وطهارة وقداسة.

وبعدئذ يممت وجهي شطر ينبوع آخر، هو العلم، ولكن حين وردته ورشفت منه جرعة وجرعات، لم أرتو. فاحترت في أمري، وكدت أفقد الأمل في اهتدائي إلى الهدف الأسمى، لو لم أقرأ قول الله: «تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ، لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ أَبْآرًا، أَبْآرًا مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً » (إرميا 2: 13) تركوني أنا ينبوع الخلاص، وركضوا إلى مستنقع التهلكة، بعيداً عني، أنا الله، خالق الكل لمجدي.

هذا القول الإلهي طرق أذني أنا الذي ما فتئت أفتش عن الراحة. فقبلته بفرح، ولم أعتم حتى قلت مع السامرية: «يَا سَيِّدُ أَعْطِنِي هذَا الْمَاءَ، لِكَيْ لاَ أَعْطَشَ...» (يوحنا 4: 15).

فأعطاني السيد من مائه الحي، فارتويت، ولم ألبث أن تفجر من أعماقي ينابيع ماء حية، كما قال له المجد.

ولكن إبليس لم يرض ولم يشأ أن يتركني في فرحي وسلامي فسرعان ما هيّج الأهل والأصدقاء ضدي، محاولاً أن يجعل منهم وسيلة لإبعادي عما اهتديت إليه.

ولكن محاولة الشيطان باءت بالفشل، لأنني كنت ولم أزل مصمماً على التشبث بنصيبي الصالح، حتى ولو اقتضاني الأمر ليس لترك الأقرباء والأصدقاء فحسب، بل أيضاً التخلي عن العالم كله. لأن «الْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَد» (1يوحنا 2: 17).

أشكر الرب إلهي كل حين، لأنه قادني في موكب نصرته، وهيأ لي مؤمنين بالمسيح ومختبرين خلاص الله، لأنضم إليهم وأعيش في شركة معهم متمسكاً بفاديّ الذي مات عن خطاياي وأُقيم لأجل تبريري. كان محجوباً عني وراء حجاب من جهلي، ولكن محبته لم تتركني في جهلي، بل سرعان ما مزقت هذا الحجاب بسيف الروح، الذي هو كلمة الله، التي صارت إليّ بواسطة جماعة من الكارزين بإنجيل المسيح.

شكراً لله إلى الأبد، لأن مشيئته خلاص جميع الناس لا فرق بين شعب أو لسان أو أمة. إنه لا يريد أن يهلك أحداً بل أن يقبل الجميع إلى التوبة. آمين.

رزق الله من عكار - لبنان

إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة

كنت أعجب منذ صغري بالمسيح وتعاليمه، ولكنني كنت أعتقد أنها لا تصلح لأبناء القرن العشرين، بل لأجدادي ولأناس عاشوا منذ أمد بعيد.

وفي ذات يوم بينما كنت أتمشى في أنحاء القرية، والوقت مساء، والنجوم ترسل أنوارها من عوالمها المترامي في الفضاء الرحب البعيد، لم أكن أدري لماذا كان التفكير بالعدم يساورني حينئذ. كنت أنظر إلى الكون الفسيح الذي لا يقدر أحد أن يعرف له حداً، وأقيس نفسي به، فأشعر أني كالعدم بالنسبة إليه. وساءني أن أظل معذباً من هذه الفكرة. فقررت أن أعود إلى البيت علني أدفن بعض عذابي في شيء يلهيني.

وبينما كنت عائداً ومتململاً كثيراً من تلك الأفكار المزعجة، في تلك الأثناء شعرت أن أحداً ينظر إليّ. كان شاباً من قريتنا وكان يحمل في نظراته كل معاني البراءة التي يهتز لها القلب من الأعماق. ثم ابتسمت، فقال لي: «ما بالك واقف ههنا في هذا الليل؟» وكان الطقس بارداً. فقلت له: «إني يائس من هذه الحياة». فبادرني بقوله. «آمن بالرب يسوع تخلص». قلت له: «هذا لا ينفع شيئاً!» وبدأ يقص عليّ آيات من الإنجيل، وقصصاً كان يرويها يسوع. وأخبرني عن الحياة الزاهرة التي أعدها لي إن آمنت به. فصليت معه وطلبت من الرب يسوع بكلمات بسيطة أن يغفر لي خطاياي وأن يدخل حياتي ويجعلني إنساناً جديداً كما جاء في رسالة بولس: «إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا» (2كورثنوس 5: 17).

وكريح شديدة بددت ما في سماء نفسي من غيوم سوداء، حملني ذاك النور المتدفق من المسيح يسوع إلى الثقة بالحياة، وعلمت أن المسيح واسع الصدر، يرحب ويضم كل من يقبل إليه.

وبناء على ما تقدم إني أحث جميع الضالين إلى محبة المسيح، وأن يقبلوا تكريس أنفسهم له.و أرجو أن يرفع ألوف المؤمنين قلوبهم وتمنياتهم المشتركة في وقت واحد إلى الهيكل السماوي، لكي نوجه بثبات عنايتنا إلى الجالسين تحت ظل الموت، ونردهم إلى الحياة الحقيقية.

حبيب من قضاء بشري - لبنان

قلبي في سلام وسروري لا يوصف

نشأت في عائلة مسيحية حسب الاسم، لا تعرف عن المسيحية سوى الطقوس والتقاليد، التي على مرّ الزمن أصبحت وكأنها الجوهر. وكانت تجري في بلدتنا اجتماعات يعقدها مؤمنون. وكنت أتردد منذ صغري إلى هذه الاجتماعات، ولكن ليس بشكل منظم. والذي لفت نظري في هذه الاجتماعات هو بشاشة الإخوة ومحبتهم بعضهم لبعض.

إنما هذا الإعجاب والتأثيرات لم تأت بثمر، لأن عدو النفوس تمكن من السيطرة عليّ، لكي أعود نحو العبادة الشكلية الطقسية، التي تحول وجه الإنسان عن النظر إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع. وأصبحت أميناً للسر في منظمة تتحدث عن كل شيء في أمر الوساطات والشفاعات إلا عن الفداء الذي بيسوع، وسيط العهد الجديد وحده.

ولكن الفادي الذي جاء ليطلب ويخلّص ما قد هلك لم يكن ليتركني في هذه الدوامة، إذ سرعان ما شعرت بالفراغ وفقدان الرجاء. وبعد أن تعلمت العزف على آلة الأكورديون، تبلور هذا الفراغ وأصبح لا يُطاق. خاصة عندما كنت أُدعى إلى الأعراس وأرّقص وأطرب الجميع. وأبقى وحدي حزيناً فارغ القلب.

وفي أحد الاجتماعات التبشيرية التي عُقدت في بلدتنا، سمعت صوت الرب على فم أحد الإخوة الهنود، الذين كرسوا حياتهم كسفراء للمسيح. وأدركت رسالة الخلاص التي أعدها الآب بابنه. ولكني لم أسلم قلبي في ذلك الحين، ولكن الرب كان يلاحقني وصوته يرن في أذنيّ. ومع ذلك كنت أجرب أن أتجاهل الأمر.

وفي صيف 1971 أي بعد حوالي سبعة أشهر من الالتقاء بالأخ الهندي، وبعد أن ساعدني أحد الإخوة في تفسير بعض نصوص الكتاب المقدس، التي كنت قد أسأت فهمها، أصبح طريق الخلاص واضحاً أمامي. وأدركت أن الله لم يخلصنا بأعمالنا، بل بمقتضى رحمته ونعمته، بالإيمان الذي بيسوع المسيح.

ففي ليلة من سنة 1971 وعندما آويت إلى فراشي، أحنيت ركبتيّ أمام الرب طالباً منه المغفرة عن خطاياي، وشاكره على محبته في الابن الحبيب «الكلمة المتجسد»، الذي بذل نفسه لأجلي لكي يهبني الحياة الأبدية.

وإنني اليوم بنعمة الرب أعيش لفاديّ، وأشهد عن خلاصه وعمل نعمته بكل فرح. فقلبي في سلام وسروري لا يوصف. ولا أحد في الدنيا يفصلني عن محبة هذا الفادي العظيم.

نجيب من عين دارة - لبنان

بموته على الصليب أعطاني الحياة الأبدية

نشأت في محيط فاسد، رغم ازدهار العلم والثقافة والرقي، في ظل والدين كريمين مسلمين. وكنت أجهل نور الإنجيل، حتى قادني الرب إلى مكتبة إنجيلية للمطالعة، حيث سمعت صوته في الكتاب المقدس، يدعوني إليه. ومن ذلك الوقت أخذت أدرس كلمة الله مع تلاميذ آخرين.

في البدء وجدت صعوبة في إدراك لاهوت المسيح. وبفضل الدرس والمطالعة الدائمة والصلوات المتواصلة وإرشاد الروح القدس، اهتديت وآمنت أن سيدنا المسيح هو أحد الأقانيم الثلاثة للإله الواحد. وتأكدت أن تجسده رحمة للعالم، ليكون الوسيط بين الله والناس. وبدونه لا نقدر أن نخلص، «لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ» (رومية 6: 23). ولكن بموته على الصليب أعطى الحياة الأبدية لكل من يؤمن به.

لقد خجلت من آثامي السابقة، وتركتها بمساعدة الله. وأشعر اليوم بسعادة وفرح نفسي ومعنويات عالية تفوق ملذات العالم الفانية.

حسين من جبل لبنان

الرب أنار الحياة أمامي

كنت في التاسعة عشرة من عمري، عندما أراد الرب أن يعرفني بمخلّصي يسوع. وذلك بواسطة شاب كان يدرس في كلية اللاهوت القريبة من مكان عملي. فأرشده الرب ليصادقني أولاً، وهكذا صار فصرت أثق به بعدما اختبرت حياته الحلوة.

وبدأت أشكو له همومي ومشاكلي. فكان يعزيني بما مرّ معه أيضاً من اختبارات متنوعة. وكان يريد أن يكلمني عن المسيح، ولكن أعتقد بأنه أوجس خيفة من تبشيري في بادئ الأمر. لأنه عرف بأني درزي، وعرف عن تعصب هذه الطائفة لعقيدتها.

إلا أنه أخيراً، سألني: «هل تعرف شيئاً عن المسيح، ولماذا جاء لأرضنا؟» فقلت له: «لا. ولكن أريد أن أعرف، لأني أسمع فقط عن المسيح، أنه صُلب ومات وقام وأنه ابن الله. ولكن لا أعرف كيف ولماذا فعل المسيح ذلك. وهل هذا صحيح أم لا؟» ثم سألني: «أتريد إنجيلاً؟» قلت: «أريد». فأسرع للمدرسة وأتاني بإنجيل، وعلمني كيف أقرأه.

بدأت بقراءة الإنجيل بشوق، وكنت كلما انتهيت من أصحاح، أشتاق أكثر لأقرأ مع أني لم أعرف معنى بعض أمثال الرب. وكنت أتعجب من تعليم الرب وأعماله الخارقة. وهكذا حتى أنهيت الإنجيل بفترة قصيرة. وطبعاً كان عندي أسئلة كثيرة لأطرحها، ولأتأكد من صحة الكلام، ولأفهم الأسرار الصعبة. كالثالوث وبنوة المسيح لله، وكون الكتاب موحى به. فكنت أسأل بعض المؤمنين الذين تعرفت عليهم. وكان الرب يشبع عطشي وجوعي لمعرفة الحق.

وكنت أيضاً أحضر بعض الاجتماعات إلى أن طلبت الخلاص في إحدى الليالي التبشيرية. وبدأت حياة جديدة برفقة الروح القدس البهي، الذي كان يرشدني ويكلمني بطرق مختلفة. ويوبخني على خطيتي، وأحياناً يؤدبني. وهكذا شعرت بالرب، منذ ولادتي الجديدة. وكان يعزيني ويقويني وسط اضطهاد واستهزاء أهلي وأصدقائي بي، لأنني صممت أن أستمر في حياتي مع الرب حتى الموت. فحفظني الرب، وسيحفظني من مخالب الشرير دائماً.

وأخيراً أشكر إلهي، الذي أظهر لي ذاته، وأنعم عليّ بغفران خطاياي، التي لا تُعد ولا تُحصى. هذا الغفران الذي لا يقدر أحد أن يشتريه، ولو كان يملك العالم كله، إلا دم المسيح. وإنني أشعر الآن عندما أتذكر حياتي قبل الإيمان، بأنني كنت كالأعمى الضائع، وبدون عصا، كيفما سار وقع. لا أعرف ماذا أعمل، ولا بماذا أفكر، محتاراً حزيناً وحيداً، مع أنه لي إخوة وأخوات وأهل. أما الآن فقد أنار الرب الحياة أمامي، وأنظر إليه دائماً. ولم أعد أشعر بأني وحيد وحزين، لأن الرب معي، ولا أخاف من العالم ولا من المستقبل. ولم أعد محتاراً لأن الرب يرشدني في كل طرقي. فشكراً له كل لحظة آمين.

إبراهيم من بيروت - لبنان

غمرني فرح عظيم

كنت منذ حداثتي أعجب بيسوع المسيح وبتعاليمه السامية، ولكنني كنت أعتقد أنها لا تصلح لأبناء القرن العشرين، بل أناس عاشوا منذ ألفي سنة. ومرّت الأيام وتخرجت من الجامعة مهندساً. دخلت الحياة وبيدي الكثير من مؤهلات النجاح في العمل، والحياة الاجتماعية. ومثل بقية الشباب حاولت أن أبني مستقبلي وأتمتع بحياتي دون أن أدخل في اعتباري «الله» ومتطلباته مني كإنسان. لذلك كانت حياتي فارغة وبدون هدف، على الرغم من كل مظاهر الفرح والنجاح الخارجية.

وفي ذات يوم التقيت براعي كنيسة شاب، أخبرني عن محبة الرب يسوع لي وغفرانه لخطاياي، وعن الحياة الزاخرة التي أعدها لي، إن آمنت به وقبلته كمخلصي الشخصي. فصلّيت مع الراعي وطلبت من الرب يسوع بكلمات بسيطة أن يغفر لي خطاياي وأن يدخل إلى حياتي ويجعلني إنساناً جديداً، كما وعدني الكتاب المقدس. وبعد هذه الصلاة، أحسست وكأن حملاً ثقيلاً قد انزاح عن صدري، وغمرني فرح عظيم وسلام داخلي لم أختبره من قبل.

والآن وبعد مضي سنوات على هذا الاختبار الروحي، أؤكد أن الحياة مع الرب يسوع لا تُقدر بثمن. فهو يشملني بمحبته يوماً بعد يوم، ويملأ حياتي بأهداف عظيمة كما قال: «وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ» (يوحنا 10: 10).

إنني أشكر الرب على هذه الحياة الممتلئة بمحبته، وأتمنى أن يختبرها جميع إخوتي وأخواتي في لبنان والعالم العربي.

جوزيف من بيروت - لبنان

أنا متيقن بأن يسوع غفر خطاياي

تربيت في عائلة مسيحية. ومنذ صغري كنت أحب قراءة الكتب الروحية، والاستماع إلى قراءة الإنجيل المقدس بكل اهتمام في الكنيسة. وحفظ الآيات في ذهني. ولكن بالرغم من هذا كله، أصبحت أسيراً للشيطان. فما بلغت سن الرشد، إلا وصار له سلطان عليً، يتصرف بي كما يشاء ويريد. فانغمست في الشر والخطيئة، وأخجل من أن أذكر واحدة من تلك الخطايا التي كنت أفعلها.

وقد مات والدي غضباناً عليّ، والسبب هو تلك الشرور عينها، لأن والدي كان رجلاً تقياً محافظاً يطالع باستمرار الكتاب المقدس. ولم يكن في القرية التي عشت فيها سوى نسختين منه، واحدة في الكنيسة والآخرى مع والدي. وهذا يعطي دليلاً على مدى تعلقه بالأمور الدينية. وبعد أن توفي وأجرينا له مراسيم الدفن والتعزية طلبت من أخي أن يعطيني الكتاب المقدس الذي كان يملكه والدي كتذكار، فكان لي وأخذته إلى بيتي لأني متزوج وأسكن لوحدي. ومن شدة فرحي بهذه الذكرى العميقة، كتبت على إحدى صفحات الكتاب الأولى البيضاء، هذه العبارة: «يتباهى الناس لأنهم يرثون عن آبائهم مالاً وجاهاً، وأما بالنسبة لي تراني أعد نفسي أسعد من هؤلاء الناس، لأني لم أرث عن والدي سوى هذا الكتاب الذي اقتبست بواسطته الحكمة، وعرفت الطريق المؤدية إلى الله، الذي هو مصدر الكون كله، ولا توجد سعادة وحياة حقيقية إلا به والتقرب منه عز وجل».

وبالرغم من اعترافي هذا، بوجود الله وبفضله على خلائقه، ظللت أفعل الخطيئة. وكنت أشعر أنني بحاجة إلى من يخلّصني من سيطرة الشيطان عليّ. وهذا الشعور بذنبي العظيم، دفعني باستمرار إلى الصلاة وتلاوة مزمور 51 «اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ حَسَبَ رَحْمَتِك» (مزمور 51: 1)، الذي تعلمته من صلاة داود. وكنت دائماً أصلي وأطلب من الله أن يمنحني ما أنا بحاجة إليه في هذه الدنيا وفي الآخرة، وهو خلاص نفسي. وبالرغم من فداحة خطيتي فالله الذي وعدنا بلسان ابنه الحبيب يسوع القائل: «مهما تطلبوه بالصلاة تنالوه» قد استجاب لصلاتي وطلبتي وهيأ لي بحكمته الأزلية، منفذاً للتخلص من الشر الذي أنا فيه، ومن الهلاك المحتوم الذي كان ينتظرني. فزارني في بيتي بعض الإخوة المؤمنين وكلّموني عن الخلاص بقبول يسوع المسيح مخلّصاً شخصياً لي. وأفهموني أنه بدون يسوع لا يمكن لأحد أن يخلص، لأنه مكتوب «وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ» (أعمال 4: 12) إلا اسم يسوع، «الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا» (كولوسي 14:1) «وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ» (يوحنا 1: 12) فآمنت وصدقت.

وبعد حضور عدة اجتماعات أعلنت أنني قبلت يسوع مخلصاً لي، وصرت عضواً في إحدى كنائس العاصمة بيروت. وأنا الآن سعيد جداً لأني متيقن بأن يسوع غفر خطاياي، وذلك ليس لأعمال بر عملتها بل بالنعمة التي وهبها لي الله بيسوع المخلص، وهو القائل: «مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا»( يوحنا 6: 37).

فشكراً لله على هذه النعمة التي منحها، وأنصح كل إنسان خاطئ أن يقبل هذا الخلاص الذي أعده الله لنا مجاناً. فيسوع ينادي في كل يوم بواسطة خدامه قائلاً: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متّى 11: 28). آمين

عبد الله من جونية - لبنان

لا توجد قوة قادرة أن تنزعني من مخلّصي

أنا شاب من أرض كفارة الخطايا، من الجليل الأعلى (فلسطين) وأنتمي إلى أسرة محافظة. وفيما قبل عام 1960 كنت كسواي ممن يسود الاعتقاد أفكارهم بأن المسيحية تعبد ثلاثة آلهة، وعدم صحة أسفار العهدين القديم والجديد من الكتاب المقدس.

كنت مولعاً بعلوم التنجيم والسحر وقراءة الأفكار وجلب أرواح الموتى والفلك والرمل والشعوذة. وبعدها بدأت بدراسة النظريات الدينية والفلسفية، مثل أفكار دارون كونفوشيوس وزرادشت، وغيرهم ممن لا يزال البعض من الناس حتى عصرنا هذا متمسكاً بتعاليمهم زاعماً بأنها أوصلتهم إلى قمة الحقيقة.

وأخيراً مرت الأيام والشهور وأنا معقد النفس، لا بل كالتائه الذي لا يعرف كيف يتدبر أموره. كنت أنظر للإله الحي السرمدي، بنقمة وبغض وأقول لنفسي في معظم الأحيان أن إبليس رئيس أشرار هذا العالم، والذين ذهبوا في طريقه، هم وحدهم على حق. فلو أن هذا الإله الذي يسميه البعض «الله» أنصفهم لما شذّ أكثر الناس عن سبله، وشقوا عليه عصا الطاعة، وبدأوا ينشرون تعاليمهم الملتوية، بأنه لا خالق لهذا الكون العظيم من جهة، وبأن الله غير عادل حيث يمنح اللاأخلاقيين من لدنه الخيرات. ويفتح لهم كنوز المال من جهة أخرى. وعلى أثر ذلك كنت أنظر إلى المجتمع الإنساني نظرة حقد وكراهية، حتى أني تمنيت فناء الجنس البشري للأبد.

وفي وسط تيار هذه الأفكار المتضاربة، كنت أعيش في حزن عميق وألم دفين.

ولكن الحمد لله أنه جاء ذلك اليوم السعيد، الذي نقلت فيه من عالم الظلمات إلى عالم النور والسعادة. ومنحت فيه الرشد بالرب عن طريق دروس المراسلة، وبواسطة أحد المؤمنين. فأخبرني بالخلاص الذي تم بفادي الأنام، ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، له المجد. «اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا» (رومية 5: 8).

حينئذ ظهرت لي الحقيقة، وعرفت أنني كنت أقف بعيداً عن محبة الله اللامحدودة.

ومن تلك اللحظة بالذات صممت بعد أن اتخذت هذا القرار النهائي، على أن أكون شاهد للرب يسوع، وأحيا معه ويحيا معي، وأكرس كل حياتي من أجل خدمته. فأكرز بملكوته وأنشر كلمته المقدسة بين البشر، مهما تعقدت بوجهي الأمور، وتراكمت عليّ المصاعب، وتحاشد الخصوم والأشرار من حولي. مثلما كان في الماضي، ويكون في الحاضر وسيحدث في المستقبل.

وإني متيقن أنه لا توجد قوة في العالم قادرة أن تنزعني من مخلصي، لأنني أصبحت إلى اليوم أشد ثباتاً وإيماناً بالرب يسوع. وأنا مطمئن بأن السيد المخلّص هو وحده الكفيل بإعطائي كل ما أحتاج لأن له كل سلطان. وأعتقد أنه كفيل برفع كافة المظالم الدنيوية مثلما رفع عني وعن الجنس البشري الخطية على خشبة الصليب.

وأقول لإخواني وأخواتي أبناء الشبيبة، في أية بقعة من بقاع الأرض كلمة ممزوجة بالحب والإخلاص: لا تخافوا من كلام الأشرار لأن كلمة الله هي العليا، وكلمتهم هي السفلى. لا تخشوهم خشية إفلاس في الرزق، لأن الآب السماوي بيده مفاتيح خزائن الرزق في السماء وعلى الأرض. لا تحسبوا لهم أي حساب، ولا تخشوا لومة لائم. لا تقولوا إنهم أقوياء فأنتم أقوياء بأبيكم السماوي، وبالسيد المخلّص يسوع لأنه هو لكم وأنتم له. وهو معكم إلى دهر الدهور.

قال الرب يسوع وهو أصدق القائلين: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متّى 11: 28) «مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا» (يوحنا 6: 37) «مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا» (يوحنا 11: 25).

عبد الفادي من طرابلس - لبنان

أخذ مكاني على الصليب

كنت أهيم في صحراء الحياة وفي كياني جوع إلى البر، لم تستطع أديان البشر أن تشبعه. وفي نفسي عطش إلى معرفة الحق، لم تستطع تعاليم الناس أن ترويه. فاعترض يسوع سبيلي ذات يوم وقال: أيها الجائع «أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ» (يوحنا 6: 51).

أيها الظامئ الصادي، تعال واشرب من الماء الحي. من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد. بل الماء الذي أعطيه أنا يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية. أيها التائه في صحراء الحياة، «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي» (يوحنا 14: 6).

هذا هو يسوعي الحبيب ومخلّصي وأسقف نفسي. وقد وقف بي حين ضنت عليّ المحبة البشرية بعاطفة أبي، وحين في بسمة الحياة تجهم وجه أمي. ومد يده التي تحمل أثر المسامير ومسح الدمعة من عيني. وفي وسط ليلي المحلولك الذي خبت فيه نجوم المحبة من أفق إخوتي وأبناء جلدتي، أطل علي وقال: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ» (يوحنا 8: 12).

هذا هو وسيط الصلح بين السماء والأرض. وقد صالحني مع الله بموته كفّارة عن خطاياي. ثم صهرني في بوتقة محبته فجعل من إنساني الشقي خليقة جديدة، وفقاً للقول الرسولي: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا» (2كورنثوس 5: 17).

«هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!» (يوحنا 1: 29). وقد رفع خطيتي فعلاً. لأنه أخذ مكاني على الصليب. ودفع أجرة خطيتي وفاء للعدل الإلهي، لكي يبطل عني حكم القصاص طرحاً في جهنم النار، لأجل كل فرية اقترفتها، وكل كلمة بطالة تلفظت بها شفتاي، وكل فكرة أثيمة نبتت في خاطري.

اسكندر جديد - من جبل لبنان

انتقلت إلى حياة جديدة

مرّت بي الأيام والسنون، وأنا أعيش في وحشة مظلمة، تحيط بي المشاكل والصعوبات. لم أكن أميّز بين الأمور المتخالفة، ولا أعتقد أن في تصرفاتي شيئاً اسمه خطية. لهذا كنت أمارس الخطايا دون تحفظ، ولا خوف من العقوبة... كل ذلك بسبب عدم مطالعتي الكتاب المقدس، وعدم اهتمامي بمبادئ الإيمان، مع أنني تلقيت علومي في مدرسة دينية، تسعى لرفع كلمة المسيح في قلب كل طالب.

ولكن الطريق انفتحت أمامي ذات يوم، لأعرف ما هو الخلاص، وما هو هدف حياة الإنسان، وبدأت أميّز الخير من الشر، وأتبع الطريق المؤدية إلى السماء. لأن يسوع اعترض سبيلي وأزال عني أوزاري، وفقاً لقوله: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متّى 11: 28).

لقد انقضت أيام البؤس والشقاء، وانتقلت إلى حياة جديدة، وإنسان جديد. الإيمان بالمخلص، جعلني أتخلى عن تلك التصرفات والخطايا. وعرفت أن طريق الخاطئ تؤدي إلى الهلاك، وطريق المؤمن تؤدي إلى الحياة الأبدية.

والآن وقد اختبرت الخلاص، وعرفت نتائجه وأثره في النفس، أتمنى لك أن تختبر ما اختبرت. لا تقسِ قلبك، بل اقبل الكلمة بكل سرور. وحينئذ تعرف أن الحياة مع الرب يسوع طيبة وسعيدة «ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ!» (مزمور 8: 34).

سنيا من بيروت - لبنان

بدأت أطالع الكتاب المقدس

قادني الرب إلى مطالعة الكتاب المقدس، مع تعمق في التفسير في كتاب دليل الشبيبة مع رفاقي المساجين. وعلّمني أحد أصدقائي المؤمنين كيف أصلي وأدرس في الإنجيل والتوراة. فآمل أن يُثبتني الرب لأحمل صليب الفداء، كما قال: «وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي» (متّى 10: 38).

حسين من بيروت - لبنان

لماذا تركتني؟

كان من عادتي أن أصلي، وأطلب من السيد المسيح أن يوفقني في أعمالي وحياتي. وكنت من الناجحين إلى أن عاشرت رفقاء السوء، فتركت الكنيسة والصلاة. ولم أعد أفكر في المسيح. ومن ذلك الوقت أحسست بمرارة الحياة، وصعوبة العيش.

وفي أحد الأيام إذ كنت نائماً، سمعت صوتاً يقول لي: «جان، جان، لماذا تركتني؟» وفي صبيحة ذلك اليوم قمت مذعوراً وذهبت إلى كاهن الرعية واستشرته بالأمر. فطلب مني أن أتوب، وأعود إلى السيد المسيح. ومن ذلك اليوم شعرت بأني قريب من المسيح. وأنا الآن في سلام واطمئنان.

جان من بيروت - لبنان

مخلصي هو يسوع المسيح

كنت في التاسعة عشر من عمري، لما شاء الله أن أعرف مخلّصي يسوع المسيح. وقد استخدم الرب لهدايتي أحد أصدقائي اسمه حسين، الذي كان قد تلقى كتاباً مقدساً ودرسه. والرب أرشده لكي يكلمني بكلمة الحياة، التي درسها وقبلها. وقد أثرت فيّ حياته الحلوة حتى أوليته ثقتي. وهو شرح لي معنى صلب المسيح وموته وقيامته، ثم قدم لي نسخة من الإنجيل وعلّمني كيف أقرأه. فقبلت الهدية شاكراً. وثم رحت أقرأ الإنجيل بشغف، أصحاحاً بعد أصحاح... ومع أنني لم أعرف معنى الأمثال، التي تكلم بها الرب، إلا أنني كنت أجد في تعليمه عن الحياة الأبدية تعزية كبيرة. كما أن أعماله الخارقة، عملت في وجداني حتى آمنت به.

أما الآن فقد نضج إيماني، لأن الرب أنار لي الحياة، وصرت أرى الرب أمامي في كل حين. لذلك لا أخاف شيئاً في هذا العالم، ولا أخشى من شر في المستقبل. وقد زالت عني الحيرة، منذ أن بدأ الرب يرشدني في كل طرقي، فشكراً له آمين.

محمد أحمد من بيروت - لبنان

يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون

إن سيّدنا المسيح هو ابن الله الوحيد، الذي أرسله إلى الأرض، ليخلّص الناس من خطاياهم ويعلّمهم الطريق المستقيم. وإنّ الله هو الإله الوحيد المجيب لجميع الناس إن آمنوا به وصلوا إليه.

لقد وُلد سيدنا المسيح في بيت لحم، وترعرع في الناصرة. وما أن بلغ سن الرشد، حتى عرف ما هو الهدف الذي أُرسل من أجله. فذهب ينفذه بكل دقة وحذر. وقد قام بمعجزات عظيمة، فأقام الموتى، وشفى الأعمى، ومشى على الماء، وهدأ البحر من الهيجان. وقيل عنه أنه ليس ابن اله بل ساحر. وعندما قُبض عليه في جبل الزيتون وأُخذ إلى الوالي الروماني عُرض أمام الناس الذين أرادوا قتله، وحمل الصليب الثقيل ومشى في أورشليم مسافة طويلة، وعندما تعب جداً صُلب مع لصين. وفي نفس الوقت الذي كانوا يصلبونه فيه قال: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» (لوقا 23: 34). ونكس رأسه ومات.

فتزلزلت الأرض وتشققت الصخور ودب الذعر في قلوب الناس. ولما كان يوم الأحد حدثت عجيبة فإذا سيدنا يسوع المسيح يقوم من بين الأموات ويرتفع إلى السموات حياً ومالكاً إلى الأبد.

محمد فوزي من بيروت - لبنان

ركعت، وصلّينا معاً

أنا شابة مسيحية، وكنت أدّعي ذلك، مثل باقي الناس، ولكن مسيحيتي كانت غير حقيقية.

عمري الآن 16 عاماً، ولدت في بيروت، وسكنا في أحد أحيائها. وهناك كان لنا جيران مؤمنون، وقد بشرونا. فآمن أبي أولاً ثم أمي، وأخذنا نحن نذهب إلى مدارس الأحد. وبعدها دعانا بعض الإخوة إلى مخيم للشبيبة المسيحية الحقيقية، فاستجبنا لطلبهم وذهبنا لنُخيّم. وظننت أنه مكان للتسلية، أما هو فكان مكاناً للرسالة والتبشير. فسُئلت: «هل تريدين أن يتملك المسيح حياتك، لتصبحي مسيحية حقيقية؟» فقلت: «ألست أنا بمسيحية؟» فقالوا: «إنك مسيحية بالاسم فقط» فقلت: «وكيف يكون المسيحي الحقيقي؟» فقالوا: «أن تطلبي من يسوع لكي يغفر لك خطاياك، ويجعلك مسيحية حقيقية».

هناك ركعت مع أخت أكبر مني سناً، وصلّينا سوياً، وقمت. ولما صار ذلك شعرت بفرح عظيم يملأ داخلي.

ولماذا أنت أيها القارئ البعيد والقريب، لا تعجل بإعطاء قلبك وحياتك وخطاياك ليسوع الذي فداك على الصليب؟

لور من بيروت - لبنان

صممت على الرجوع والاستسلام لسيدي وحبيبي يسوع

أنا شاب من مواليد حيفا سنة 1931، متعلّم ولا أملك شهادة، وخبرتي بجميع شؤون الحياة الشريرة والتي مللت منها، كانت سبب تعاستي. وفشلت مراراً في حل مشاكل شروري عن طريق خبرتي، فلم أتمكن رغم أني عملت المستحيل وكنت دائماً فاشلاً وخاسراً.

كنت في عمر لا يتجاوز العشر سنوات حين توفي والدي في مدينة حيفا. وفي تلك الأيام كنا أربعة إخوة، كبيرنا عمره سبعة عشر سنة، ولم يترك لنا والدي قرشاً واحداً لسد جوعنا. وهنا كانت بداية مصائب الحياة، وأدركت أمي ثقل الحمل فأرسلتني إلى القدس ووضعتني مع شقيقي الصغير في مدرسة للأيتام، حيث مكثت هناك أربع سنوات. وأغلب ما كانوا يعلموننا هناك الصلاة، وتوصلت في تعليمي بأن أخدم كل يوم أربعة أو خمسة قداديس باللغة اللاتينية، ومن كثرة جمال صوتي انتخبوني من بين مئة ولد لترتيل قداديس الأعياد الكبيرة. ومنها كنت أرتل القداس الأحتفالي العظيم في كنيسة المهد لسيدنا يسوع الحبيب في بيت لحم.

بعد ذلك جاءني صديق لي وهو شرير ويحب الحياة وشرورها. ودخل شره في قلبي، ومن حيث أني أشر منه، استمال واحدنا الآخر. واطلعني على خطة لكي نهرب من المدرسة لأنها مدرسة داخلية. فأعجبتني تلك الخطة، وعندما سنحت لنا الفرص هربنا من المدرسة إلى عالم الأشرار، وابتدأت أفعل الشرور وبفن، وهو عكس عبادتي حين كنت مع الرب. وفي بادئ الأمر وجدت طريق الشر حلواً ولذيذاً رغم أنه شاق جداً وصعب، فالشر طعمه لذيذ ولكن عقابه صعب. لأن قلبي كان دائماً يوبخني عند النوم، وكنت أشعر بشيء غير طبيعي يعمل في داخلي، ولم يكن ذلك إلا الشيطان اللعين.

واستمررت على هذا الوضع عدة سنوات، وبعدها توصلت إلى أن تعرفت على أولاد الحرام وهم الفنانون بالسرقة، فاندمجت معهم في بيروت، وفعلاً ما أن تعلمت منهم الفن، حتى أصبحت بعد فترة قصيرة أبرع منهم، إلى أن دخلت السجن ومكثت فيه سنتين. ويبدو أنها لم تكن كافية لكي أعود للرب، إذ ظللت أبحث عن طريق لأرتاح فيه، ولم أستطع أن أجده. بالرغم من المبشرين بالمسيح ومنهم شخص مؤمن استمر خمس سنوات محاولاً إقناعي حضور اجتماع واحد فقط، فكان جوابي دائماً بيني وبين نفسي الرفض. إلى أن أتى يوم كنت فيه مضطرباً للغاية من هموم الحياة الشريرة، فقد حضر لعندي الشخص نفسه الذي لم يمل عن ملاحقتي خمسة سنوات. واقتنعت، وذهبت معه إلى الاجتماع في الكنيسة. وحين دخولي ابتدأت ذكرياتي تعود بي إلى ما قبل خمس وعشرين سنة، عندما كنت في القدس الحبيبة مع الله في المدرسة. وبكيت من شدة فرحي لرجوعي إلى سيدي يسوع، وخاصة عندما كان الأخ المتكلم يشرح كلمة يسوع القائلة: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متّى 11: 28). وأصابتني الدهشة عندما سمعت هذه الآية: «الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ، مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيح» (رومية 3: 23 و24). وعندها فقط مسحت دموعي دون أن يراني أحد وصممت على الرجوع والاستسلام لسيدي وحبيي يسوع.

وأخيراً عندما استسلمت للسيد المسيح، شعرت فوراً بشيء يعمل فيّ ويُغيّرني من الداخل. وأدركت عندها أن يسوع الحبيب حقاً معنا، وهو القائل: «هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ» (متّى 28: 20).

إيلي من بيروت - لبنان

الظلمة قد مضت والنور الحقيقي الآن يضيء

في عام 1930، أبصرت النور في عائلة رقيقة الحال. ولذا لم أسعد بما يسعد به الأطفال عادة. ولمّا ترعرعت لم تمكني حالة والدي المادية أن أنهل من العلم ما فيه الكفاية، فخرجت إلى معترك الحياة وأنا طري العود، بعد انفصال والديّ نتيجة للمشاحنات التي كانت تنشب بينهما دون انقطاع.

لقد خضت معركة الحياة وحيداً، دون عدة، إذا استثنيت طموح نفسي الكبير. ولعل هذا الطموح هو الذي حملني على الزواج، ثم إنجاب الأطفال. أطفال عملت جاهداً في سبيلهم، ملتمساً أن أسعد بإسعادهم. ولكن السعادة كانت على خلاف معي. فدب اليأس إلى نفسي، واليأس أشقاني، وفي شقاوتي ألحدت وأنكرت الخالق.

وفي شقاوتي أيضاً ألمّ بي مرض نفساني خطير، وأقدمت على ارتكاب جناية، أرسلتني إلى السجن. ومع أن السجن من أمرّ النكبات التي تقع على الإنسان، فهذه النكبة صارت لي سبب بركة. ففي إحدى ليالي شهر كانون الثاني 1970، استيقظت فجأة من حلم مزعج. وفيما أنا أفكر في هذا الحلم، أبرقت السماء، وقصفت رعود مخيفة. فتملكني الخوف، وهلع قلبي وشعرت بأن البروق والرعود قد مستني. وسادني اعتقاد بأن زلزلة قد حدثت فانخرطت في البكاء.

وتكرر حلمي في الليلة التالية، وعلى أثره تكررت البروق والرعود. ولست أدري ماذا حدث إلا أنني بحركة لا شعورية عقدت يدي على صدري، ورحت أصلي بخشوع للمرة الأولى في حياتي.

وفيما أنا أصلي، تراءت لي صورة حياتي، وكيف كنت غافلاً عن كل ما له علاقة بالدين. وفي غمرة المرارة التي انتابت نفسي، ندمت على الأيام السالفة، التي لم أحاول فيها أن أجعل لله ركناً في قلبي. وفجأة وقع نظري على كتاب «دليل الشبيبة» بالقرب من أحد الزملاء فتناولته، ورحت أقرأ محتوياته بشوق المتعطش إلى الماء. ولسعادتي أن الكتاب الصغير كان محتوياً على دعوة المسيح القائلة: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متّى 11: 28).

هذه الدعوة الكريمة، سرعان ما لامست قلبي المتعب ورسمت حاجته. ومن صميم حاجتي إلى الراحة، انطلقت لأمتن علاقتي بالذي أحبني وبذل نفسه لأجلي. هذه كانت بداية إيماني ومحبتي.

وأصبحت اليوم لا أرغب فراق الإنجيل، وكتاب «دليل الشبيبة» و «في سبيل الحق»، وأقرأ اليوم قراءة تختلف عن الماضي، لأنها بتعمق وزهد وإيمان وتعبد. وشعرت بأن المرض النفسي قد خفت وطأته عليّ، بعد أن هداني الله واقتادني إليه. وكلي ثقة بقبول الرب يسوع لي، واضعاً هدفي قول المسيح: «وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي» (متّى 10: 38).

نقولا من بيروت - لبنان

إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة

ولدت في عائلة مسيحية بالاسم، وكان عمري 4 سنوات حين بدأت أذهب مع عائلتي إلى الكنيسة لحضور الصلاة. وكانت هذه الاجتماعات بمثابة إنذار لي، وكنت أتأثر بالعظات التي أسمعها، ولكنني عرفت أن الله سيستخدمني.

وبالرغم من كل هذا ظللت في الخطية مدة عشر سنوات، مقيداً في يد إبليس، الذي منعني من تسليم حياتي للمسيح، كنث مثل الذبابة عندما يقبض عليها العنكبوت في البيت الذي ينسجه ليصطاد الحشرات، فريسة الشيطان في هذا العالم وشهواته. ولكن بولس الرسول يوصينا أن نهرب من الشهوات الشبابية.

لقد سبق وقلت أن إبليس خدّرني مثل ما يخدّر العنكبوت الذبابة. ولكن عندما أفقت من هذا التخدير، طلبت المسيح على يد أحد القسس، عندما قال: «أي ستقضي أبديتك أيها الإنسان؟» فكرت في نفسي وقلت، بعد الموت ستأتي الدينونة، فأين سأقضي أبديتي يا ترى؟ ولكنني سرعان ما رأيته يصوّب يده نحوي ويقول: «إذا أتيت إلى المسيح وقبلته من كل قلبك، فستقضي أبديتك في السماء». فرفعت يدي علامة على أنني أود أن أتخذ المسيح مخلصاً شخصياً لحياتي.

ومنذ ذلك الوقت، أحسست بأنني انتقلت من الظلمة إلى النور، وأن يسوع قد كسّر القيود التي كبلني بها إبليس، وأصبحت خليقة جديدة. والكتاب المقدس يقول: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا» (2كورنثوس 5: 17). وأقول لكل من لم يختبر خلاص المسيح في حياته «هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ» (2كورنثوس 6: 2)، «إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ» (عبرانيين 3: 15)، «اُطْلُبُوا الرَّبَّ مَا دَامَ يُوجَدُ. ادْعُوهُ وَهُوَ قَرِيبٌ» (إشعياء 55: 6) آمين.

سليمان من بيروت - لبنان

أركّز على ما فعل المسيح

أعطي هذه الشهادة لأن المسيح عندما دخل قلبي، أحدث تغييراً عظيماً في حياتي، فأصبح هدفي الآن أن أركّز على ما فعله المسيح فيّ وليس على نفسي.

لقد نشأت في بيت أشوري تابع لإحدى الكنائس في إيران، وكنت أعتقد بأني مسيحي لأن والديّ مسيحيان. وأول ما فكرت جدياً بالله كان في آخر سنة من دراستي الثانوية عندما حاولت أن أصلي. وكم كان اختباري في الصلاة مزعجاً، إذ لم أعلم من كنت أتكلم، وعما كنت أتكلم. وشعرت أن الله كان بعيداً عني. وفي حالتي هذه دخلت الجامعة في الولايات المتحدة بدون هدف للحياة، ويزعجني الخوف من المستقبل.

وفي الجامعة قابلت بعض الشباب الذين جذبتني نوعيتهم، فاكتشفت أنهم كانوا يتمتعون بعلاقة شخصية مع الله بواسطة يسوع المسيح، الشيء الذي كنت أجهله تماماً. فالمسيح كان حقيقة بالنسبة لهم ومؤثراً في حياتهم يومياً. لم يكن هذا موقفي بل هذا ما كنت أتمناه.

ولأول مرة في حياتي أدركت محبة الله لي، وذلك عندما سمعت الآية: «لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (يوحنا 3: 16).

كنت أعلم بعض الحقائق عن المسيح، ولكن الآن بدأت أفهم سبب مجيئه وموته وقيامته. إذ أنه أتى لكي يغفر خطيتي ويقبلني ابناً له «وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ» (يوحنا 1: 12).

وبعدما فكرت ملياً بهذه الأمور، وفي ليلة عندما كنت مستلقياً على فراشي، وتأكدت أن حياتي فارغة لا معنى لها، جثوت قرب سريري وصليت لله بكلماتي هذه: «يا رب أنت تعلم أني لا أفهم كل شيء عنك ولكنني في أمس الحاجة إليك، فيا مخلصي يسوع ادخل إلى قلبي واستلم حياتي». وبعد هذه الصلاة القصيرة، لم أشعر بتغيير فجائي ولا بشعور غريب، بل رقدت في فراشي.

ومع الوقت لاحظت بتغيير جذري في اتجاهاتي وأفكاري ورغائبي. حدث هذا الاختبار منذ إحدى عشر سنة، وامتلأت حياتي بالسعادة. وقد تسألني كيف. فأجيب:

أولاً: وجدت في اختباري أن الله حقيقة أحياها في حياتي يومياً، بينما كان بعيداً عني في الماضي.

ثانياً: عظم فرحي في غفران خطاياي كلها.

ثالثاً: اختبرت في المسيح ينبوع فرحي وسلامي. وأتشوق الآن لعمل مشيئته بشكل لم أعرفه سابقاً. فقد جعل المسيح حياتي ذات معنى، ونزع أنانيتي وأقدرني على محبة الناس، وهذا كله جديد في حياتي.

وبالحقيقة أن المسيح بالنسبة لي هو حياتي. وأنهي كلامي بأن أقول: «إن المسيحي لا يصبح مسيحياً حقيقياً باتباع مذهب خاص أو مؤسسة معيّنة، بل ما وجدته باختباري أنني صرت مسيحياً حقيقياً، عندما أتيت إلى الله مؤمناً بيسوع ومعتمداً لا على أهلي وكنيستي بل على اختباري الشخصي لقبول عطية الله المجانية للخلاص، أي قبول يسوع المسيح الفادي».

ناثان مرزا من بيروت - لبنان

لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ (متّى 4: 4)

في خضم شاسع من الخطايا، وفي عصر الإباحية الجريئة، التي باتت أخيراً تهدد بتقويض مستقبل ناشئتنا، وتعرّضهم للتجارب المختلفة. يتبين لمن يعي حقيقة الأمر، أن الحياة ليست فرصة تُنتهز لكسب الملذات، فهي إلى جانب إشباع نهم الجسد، تحتاج إلى إشباع نهم الروح.

فحياتنا إذاً ليست في التفتيش عن لقمة العيش، وإرضاء النزوات فقط. إنما هناك قيم سامية يجب ألا تغيب عن بالنا أبداً، وخاصة في هذا الزمن الذي نعيشه.

فلنلتجئ يا إخواني وأخواتي إلى المخلّص، والمخلّص وحده يغفر خطايانا، وهو دواء لكل داء، ويشفي كل سقم. آمنوا بالمسيح تُغفر خطاياكم، وتنعمون برضى الله ونعيمه. آمنوا بمن صُلب فدية لخطايانا، لأنه منبع الخلاص الوحيد.

نبيه من الشوف

أرشدني الله إلى طريق النور والإيمان

إنني رغم معاشرتي للجيل الناشئ والمعروف بالفساد، شعرت بحاجة ماسة للاقتراب من الله وتقوية إيماني. فطلبت من الله تعالى أن يهديني إلى طريق صالح، أثبّت فيه إيماني، وأبتعد عن عالم الفساد. فراودتني فكرة بأن أطالع في الكتاب المقدس، لكي يساعدني الرب على وجود آية ترشدني.

تعاونت مع إخوة لي في طريق الهداية، وفقاً للقول الرسولي: «امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ» (1تسالونيكي 5: 21). فتوقعت خيراً، وتأكدت أن الله سوف يساعدني على تحقيق أمنيتي، ولكن ارتبكت قليلاً لأني طالب وعندي واجباتي المدرسية. فدخلت عليّ والدتي ورأتني جالساً وحدي، ولم يُخف عليها ارتباكي، فسألتني: ما بك يا ولدي. فكنت متردداً أن أبوح لها بما يراود تفكيري. ولكنها أخذت تلاطفني وتقول لي: يجب عليك أن تبوح لي بكل شيء. عندئذ أبديت لها أفكاري، فشجعتني وألحت عليّ بأن أتابع طريقي في تثبيت إيماني، وأن أتقرب إلى الله. وهي أيضاً باركت خطواتي وطلبت إلى الله أن يهديني. ونصحتني أن أنظم أوقاتي بين واجباتي المدرسية والدينية.

لم يمض وقت وجيز حتى صادفت صديقاً فناولني اشتراكاً لدورس بالمراسلة، وبقيت متابعاً هذه الدروس رغم الصعوبات التي مرّت بي. وعرفت أني أسير في طريق الحق. ومنذ ذلك اليوم علمت أن الله يرشدني إلى النور والإيمان، وإني أشكره في كل حين.

فؤاد من ضبيه

كلمات يسوع هزّت مشاعري

أنا فتى في الرابعة عشر من عمري، أي أنني في سن المراهقة. وقد استهوتني ملذات هذا العالم الباطل. فرحت استمتع بحياتي كيفما اتفق، غير مبال بأن هناك رباً يراقب أعمالي وتصرفاتي.

ومع ذلك فعين الله لم تكف عن أن ترعاني، ومحبته لم تتوقف عن تدبير كل شيء لهدايتي. فلقد طلب إلينا مدرس التعليم الديني أن نقرأ الإنجيل، استعداداً للامتحان. وبالرغم من انكبابي على المواد الأخرى، أخذت الإنجيل ورحت أطالع صفحاته المقدسة.

كانت كلمات يسوع تهز مشاعري، إلا أن آية منها حركت ضميري، وهي قوله: «لَيْسَ مَكْتُومٌ لَنْ يُسْتَعْلَنَ، وَلاَ خَفِيٌّ لَنْ يُعْرَفَ» (متّى 10: 26). فهذه الكلمات أكدت لي أن جميع الحماقات التي ارتكبتها ستظهر يوماً، حين أقف أمام العرش الأبيض. وكذلك أثرت في وجداني كلمات الرب: «مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟» (متّى 16: 26). نعم.. ماذا سأنتفع إن أنكرت المسيح وانغمست في الملذات الباطلة، فسأخسر نفسي وملكوت السموات أيضاً.

على ضوء هذه الكلمات الإلهية، وضرورة التفكير بالأبدية، أعدت النظر في سلوكي فلم ألبث أن زهدت في مباهج هذا العالم الفانية، وسلمت نفسي للرب يسوع.

جوزيف من كسروان

يسوع ربي استجاب صلاتي

إيماني بالمسيح عمره بعمر الورود. فمنذ خمسة عشر عاماً، أصبت بمرض عضال عجز عنه أمهر الأطباء. وخلال ستة أعوام، عولجت بمختلف الوسائل وتناولت مختلف العقاقير الطبية، ولكن كل هذه كانت محاولات فاشلة.

وفي إحدى الليالي وكانت ليلة ذكرى الميلاد، نظرت بعين إيماني إلى يسوع، وهمست في أذنه بعض الكلمات. ثم استسلمت إلى النوم، وثقتي شديدة بأنه سيهتم بأمري. وفي الصباح توقفت عن تناول الأدوية، تاركاً أمري له. وبعد أسبوع من الزمن شعرت بتحسن غريب وملحوظ في صحتي. وشيئاً فشيئاً عادت إليّ قواي، إلى أن تماثلت إلى الشفاء. كان ذلك بفضل ربي يسوع وفادي، الذي استجاب لصلاتي. وكنت قد نذرت للرب أن أكتب مخطوطة بعنوان «مزامير مؤمن» لتوزع على المؤمنين في شتى رحاب الأرض.

ومن صميم اختباري، أشهد بأن الإيمان هو جوهرة فريدة في حياة الإنسان. فإن فقدها، يفقد كل ما هو حسن لأن الإيمان أساس كل نجاح وسعادة. فهو الذي أنقذني من شقائي وجرّدني من الشوائب، وخلّصني من المشاكل. فلا يحيا الإنسان هادئاً مستقراً وخالياً من المشاكل، إلا إذا كانت حياته مبنية على الإيمان بالمسيح الحي.

جان من جونية

حملاً ثقيلاً سقط عني

كنت أعيش متشائماً طيلة حياتي، وكانت الخطايا تتراكم على قلبي. كنت أتساءل يومياً لماذا خلقنا الله! وأوشكت عدة مرات تخريب ديار أهلي، ولكن قلبي الضعيف كان يردعني عن كل ما أفكر به. كنت لا أعرف السعادة ولم أستطع أن أجدها بسبب الخطايا.

ولكن الله لم يتركني ضالاً مستعبداً للخطيئة، بل هداني إلى طريقه الصالحة. فاعترفت أمامه بجميع خطاياي، وقررت أن لا أعود إلى الخطيئة، لأن الرب يسوع هو ينبوع الفرح و الحق. وهكذا سلمت حياتي إليه، وشعرت بأن حملاً ثقيلاً سقط عني. لأن كلمة الله كشفت كل شيء في حياتي، وثبتُّ في مسرة الرب.

جورج من قضاء بشري

ارتديت ثوباً منسوجاً بالطهارة والإيمان

كنت منذ صغري أؤمن بالمسيح يسوع، وعندما أصبحت في سني الحادي عشر عاشرت عدة أولاد، فما نلت من مرافقتهم إلا التعرج عن الطريق القويم، طريق الإيمان. وقد قادني ذلك إلى طريق الشر والرذيلة وهي طريق الخطيئة.

وعندما بلغ عمري الخامسة عشر، ولحسن حظي ولأن الله أمين ولا يدع أحداً منا أن يستمر في التجربة، التقيت بشاب من بلدتنا وهو شاب مؤمن. وأخذ يشرح لي عن الإيمان المسيحي وقال لي: «لا ينال أحد الحياة الأبدية إلا في ربنا يسوع المسيح» وأضاف قائلاً: «يجب أن تولد من جديد». ومنذ ذلك الحين أعطاني هذا الفتى كتاباً مقدساً، وهكذا تركت الثوب القديم البالي والمليء بالرذيلة والخطيئة، وارتديت ثوباً منسوجاً بالطهارة والإيمان.

سمعان من قضاء بشري

قرأت كلمة المسيح ثم تنورت واهتديت

لقد آمنت بالمسيح، آمنت بابن الله الإنسان الإله. آمنت بالمسيح وبديانته، لأن المسيح لا يُنقض. لقد حاول كثير من الملحدين بحكم عيشي في محيطهم مرغماً أن يوقعوني في شراكهم، مغتنمين فرصة انتشار الإلحاد بين صفوف الطلاب. لكنني أفلت من حبالهم بفضل إيماني بكلمة الرب. وقد تحمّلت الكثير من سخريتهم في سبيل المسيح، وكابدت عدة تجارب، التي كانت ستؤدي بغيري إلى الإلحاد، لو لم أكن مؤمناً. أنا الذي رُبيت في عائلة مسيحية والذي اعتدت من صغري حمل الكتاب المقدس أنّى أذهب.

كنت كلما مررت بتجربة، فتحت الكتاب المقدس، وقرأت كلمة المسيح، ثم تنورت واهتديت إلى ما يجب عمله بواسطة إرشاده. وساعدني الكتاب المقدس في مجابهة المشاكل، التي أتعرّض إلى عدد منها كل يوم، بحكم وجودي مرغماً في محيط ملحد. إن غذائي الروحي اليومي هو كلمة المسيح الكتاب المقدس.

لقد تمكن الملحدون في فترة من حياتي، إقناعي بالكفر والابتعاد عن الديانة، لكن الدروس الروحية بالمراسلة، التي كنت أتابعها مع بعض المدارس، نوّرتني وأعادتني إلى حظيرة المسيح. إنني أعترف بكل فخر، إنني ضللت ثم عدت إلى طريق المخلص الغفور الحنون، الذي أشكره لعفوه عني. لقد آمنت بالمسيح، وأعترف بذلك بكل فخر.

غانم من كسروان

سلّمت حياتي وكل أموري نهائياً للرب

أنا فتاة في السابعة عشر من عمري. نشأت في بيت مسيحي حقيقي. إذ منذ الثالثة من عمري، تجدد والدايّ ودرباني وأخواتي على الحياة المسيحية الحقيقية. وفي العاشرة سلّمت حياتي للرب، ولكن دون جدوى. وأعدت الكرة ثلاث مرات بعدها، ولكني كنت أعود إلى ماضي بعد مرور شهر. غير أنه أتى اليوم السعيد، الذي فيه سلّمت حياتي وكل أموري نهائياً للرب، وطلبت منه مساعدتي كي أسلك حسب مشيئته.

كان ذلك الاختيار منذ ثلاث سنوات، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن وأنا أشعر بالسلام الدائم في قلبي. فالشكر للرب.

أدريان من الحدث

سلمته كل ما أملك

أشكر إلهي كل حين من أجل خلاصه العجيب، لأنه لم يشأ أن يدينني كما هو مكتوب: «أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ» (رومية 6: 23). بل غفر آثامي ومحا ذنوبي، وهو الذي جاء إلى أرضنا مفتقراً مرذولاً وعاش لكي ينقذنا من الموت.

منذ خمسة أعوام كنت في أشد حالات الخطية، لقد كبلني إبليس بسلاسله القوية المتينة، وكنت أيضاً كما وصفني الكتاب المقدس «أعمى البصيرة وبلا رجاء». ومع صغر سني كنت متعصباً لديانتي كل التعصب، متعجرفاً كأن لي مركزاً أعلى من الله، ومتكلماً ضده.

وبينما كنت على هذه الحال، جاءني صديق الخطاة، الرب يسوع المسيح، بواسطة كلمته وعمل روح الرب في أحشائي. وفي تلك الساعة ظهرت لي أشياء كثيرة، لم أكن أعرفها بعد. فلم أكن أعلم أنني خاطئ، كما يعتقد الكثير من الناس في هذه الأيام، بل كنت متأكداً أن تعصبي لديانتي سينجيني من قصاص الله. وعلمت أن الديانة لا تخلص، والتعصب الأعمى لا ينفع شيئاً بل يضر. ولعل أهم ما عرفني إياه روح الرب في تبكيته لي، هو أن خطاياي يمكن أن تزول بدم المسيح، الذي نزف آخر نقطة على الصليب من أجلنا. وأيضاً علمت أن لا راحة ولا سلام، ولا سعادة لي في هذا العالم، إن لم ألتجئ ليسوع.

وفي تلك الساعة المباركة، سلّمته كل ما أملك، نفسي وجسدي. وفي هذه الأيام لا أستطيع أن أصف السلام الذي أنا فيه، ولا أقدر أن أحصي المساعدات التي قدمها الرب لي. ولا أعلم ماذا أقدم لسيدي بدل هذا الفداء المجاني! ولكنني وهبته نفسي وجسدي بقدر المستطاع، لكي أضعهما في خدمته بالمستقبل. وسأتعمق في كتابه المقدس، لكي أقدر أن أبشر باسمه.

عيسى من الحدث

عرفت يسوع المسيح رباً ومخلصاً

خمس عشرة سنة قضيتها خاطئة، دون أن أعرف للصليب معنى. خمس عشرة سنة، قضيتها بعيدة عن يسوع. كان شأني فيها شأن الحزينة، التي تفضّل الموت على البقاء.

كنت أعلم أن ملك الملوك ورب الأرباب مات من أجلي. كما كنت أعلم أنه أُلبس إكليل الشوك، وتحمّل آلام المسامير، وبُصق في وجهه، وذاق مرارة الخل، واحتمل لعنة الصليب من أجلي. وكنت أعرف تمام المعرفة، أن موته كان موتاً نياباً فكم أنا ناكرة للجميل!

ما لي، أصخر أنا، حتى لا أشعر بموت المسيح وعذابه من أجلي؟ إنني أقسى من الصخر! لأن الصخر تشقق، حين أسلم يسوع الروح. أما قلبي فبالرغم من موت المسيح وقيامته بقي قاسياً.

والعجيب أن قلبي القاسي، كان يحب يسوع، ويود أن يتوجه ملكاً عليه. بيد أنه لم يفعل، وبقي محجماً عن الدنو منه، خوفاً من التعيير الذي يقع عادة على المؤمنين. لا سيما الكلام، الذي توقعت أن توجهه إليّ رفيقاتي في المدرسة.

ولكن جاء اليوم الذي فيه عرفت أن أشياء العالم زائفة وفانية، وأنه يتحتم عليّ أن أهجرها. كان ضميري يبكتني على الخطايا السالفة. وحالتي تشعرني بوجوب الصلاة إلى الله، لكي يصفح عن آثامي، ويقبلني ابنة له. فجثوت وطلبت الرحمة بدموع. فمد يده المثقوبة وكفكف عبراتي. وضمني إلى صدره بقبلة المصالحة. ومنذئذ تغيرت حياتي وتصرفاتي، ونقى قلبي، وصار يعبده بالروح والحق.

هكذا عرفت يسوع، رباً ومخلصاً. ويسوع فاض عليّ بالحنان والرأفة. وأعطاني نعمة لأتغلب على نزعاتي العالمية. ومن ثم لم أعد أبالي بالاضطهاد، والتعيير، والكلام القاسي.

بعد هذا، انضممت إلى كنيسة حية في بلدتي. وقد قضيت سنتي الأولى مع يسوع، في فرح مجيد واطمئنان سعيد. لأن الفرح، الذي يعطيه يسوع يفوق أفراح العالم كلها. وفي قلب سعادتي وفرحي في الرب أتمنى للجميع أن يقبلوا إلى المخلص الرب، حيث سيجدون السعادة الحقة، قائلة مع المرنم الحلو: «ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ!» (مزمور 34: 8).

فيا ليت كل الناس يدركون أن المخلص الوحيد مستعد لنجدتهم. ويا ليت كل المتعبين يلقون بأثقال أتعابهم على المسيح فيريحهم.

رودا من الحدث

المسيح أعطاني الطمأنينة والسلام

لا بد للمرء المخلص، أن يعترف بتقصيره نحو الله مبدعه وخالقه. وانطلاقاً من اعترافه بالتقصير، وجب عليه أن يطلب الله من أجل غفران خطاياه، عن طريق يسوع المسيح الوسيط الوحيد بين الله والناس.

منذ الصغر ألحقني والدي بمدرسة روحية في العاصمة. فنشأت منذ حداثتي على الخشوع والصلاة لربنا الخالق. وفي رحاب الخشوع والصلاة، شعرت بالطمأنينة تملأ كياني، وتثير فيّ سعادة لا توصف.

في الواقع إنها لحياة جميلة وسعيدة، تلك التي يحياها المؤمن مع الرب. وما أجدر كل إنسان أن يسعى إليها، وأنه لواجدها في تعاليم يسوع الروحية السامية. وكل من يحكم نظره على الكتاب المقدس، يجنب نفسه مخاطر هذه الحياة ومفاسدها فتكون له الحياة الأبدية.

وتعاليم المسيح التي تبعتها، نقت قلبي، وجعلتني لا أسيء إلى أحد، بل أعمل ما بوسعي لمساعدة المحتاجين. وهذه أعملها تمشياً مع إرادة المسيح، وهو الذي أعطاني الطمأنينة والسلام. وأنا أصلي راجياً الله، أن يمنح هذه السعادة لكل إنسان ويثبته في الحياة الأبدية.

صلاح من الشوف

بشرى الخلاص أنقلها إلى الشعب حولي

لقد وجدتها مناسبة لي، وفرصة سانحة لكي أقدم نتيجة اختباراتي في الإيمان بالمخلص يسوع.

كنت تائهاً أبحث عن الحقيقة، بعد أن أعياني التخبط في أفكار فلسفية مادية، توخيت منها حلاً لمشكلتي. وفيما أنا متحير في أمري اتصل بي أحد المشتركين في دراسات دينية، وناقشني في أمور كثيرة. وبعد بحث وجدال توصلت إلى الاقتناع بمخرج جذري من الأمور التي تشغل بال الشبيبة.

وأخيراً اتصلت بأحد المراكز التبشيرية، وطلبت إلى المسؤولين تزويدي بما يرشدني للإيمان على وجه أكمل. وبالفعل فقد وجدت في منشوراتهم الروحية، ما أنقذني من الهلاك. فقد أدركت أن الاقتناع النظري، لا يكفيني وأن الحل لا يأتي إلا بالإيمان المتجسد العملي. فعقدت حلقات دراسية يومية، مع بعض الشبان والشابات من رفاقي، وتبادلنا في مواضيع كونية. وقد ساعدتنا الكتب والنشرات الروحية، التي حصلنا عليها في فهم المسيح المخلص.

وانطلاقاً من المعرفة الجديدة، رحت أنقل بشرى الخلاص إلى الشعب حولي. وذلك بالتبشير وتوزيع المناشير الدينية. وهذه النشاطات أراحت ضميري وجعلتني أدرك أن لحياتي معنى، ولم أعد تائهاً وجاهلاً مصيري.

شربل من جبل لبنان

إن كان لديك أي أسئلة أو استفسارات عن هذا الكتيب، يمكنك الكتابة إلينا مباشرة عن طريق إستمارة الاتصال الموجودة على الموقع.

الرجاء استخدام الاستمارة الخاصة بالموقع للاتصال بنا:

www.the-good-way.com/ar/contact

او يمكنك ارسال رسالة عادية الى:


The Good Way
P.O. BOX 66
CH-8486
Rikon
Switzerland